بقلم : السيد ابو ايمان

يقال ان السفارة الاميركية ومحيطها في المنطقة الخضراء وسط العاصمة العراقية بغداد تم استهدافها مجددا مساء امس الاثنين بثلاثة صواريخ كاتيوشا اطلقت من خارج المنطقة، حيث فشلت منظومة الدفاع الجوي الأميركية في صد الصواريخ.

من جملة ردود الفعل على هذا الهجوم العسكري الذي يعتبر الثالث خلال اسبوع الذي يستهدف منشآت دبلوماسية أو عسكرية أو تجارية غربية في العراق بعد شهور من الهدوء النسبي، هو ما صرح به رئيس تحالف “الفتح” بالعراق، هادي العامري، في بيان قال فيه اننا “ندين بشدة العودة الى قصف البعثات الدبلوماسية وإرهاب المدنيين وهو عمل غير مبرر تحت أي ذريعة كانت”.

العامري دعا الأجهزة الأمنية الى” القيام بواجبها في حماية البعثات الدبلوماسية”فيما طالب الحكومة القيام بـ”مسؤوليتها لحفظ هيبة الأجهزة الأمنية من أجل القيام بواجبهم على أحسن وجه”.

وكانت خلية الإعلام الأمني قد اعلنت سقوط صاروخين على المنطقة الخضراء وصاروخ ثالث في منطقة الحارثية، مشيرة الى ان “انطلاق الصواريخ كان من حي السلام “الطوبجي” نتج عنها أضرار في ٤ عجلات مدنية، كما تم العثور على منصات إطلاق الصواريخ من قبل قطعات قيادة عمليات بغداد”.

وفي رواية اخرى، أعلن مصدر امني أن “أربعة صواريخ سقطت ضمن محيط المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد”، مبينا أن “احد الصواريخ سقط بالقرب من مقر الامن الوطني، أما الصاروخ الثاني فسقط بالقرب من قصر السجود وهناك اضرار بعدد من العجلات المدنية، وجاري البحث عن اثنين اخرين”، فيما أفادت مصادر اخبارية اخرى من بغداد عن سقوط قذائف كاتيوشا في محيط المنطقة الخضراء الحكومية وسط بغداد، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، وحسب موقع “زاغروس” فقد دوت صافرات الإنذار داخل القاعدة الثالثة في السفارة الأميركية مع تحليق طيران مروحي مسير ، إثر الهجوم..

ايا كان عدد الصواريخ التي استهدفت المنطقة الخضراء الحساسة وسط العاصمة العراقية بغداد، فان الامر في حد ذاته يصب في نفع المحتل الاميركي الذي يحاول ايجاد المبررات والذرائع لادانة اذرع المقاومة وبالخصوص الحشد الشعبي الذي يعمل في هذه الايام على تطهير حزام بغداد ومحيطها من الارهابيين عناصر جماعة “داعش” الوهابية التي تتخذ من هذه المناطق اوكارا وملاذ آمنة لممارسة ارهابها الاجرامي بحق العراقيين ومؤسسات الدولة والحكومة.

جاء الهجوم الصاروخي في وقت افاد فيه مصدر أمني عراقي اليوم الثلاثاء، باندلاع اشتباكات بين الجيش العراقي و”داعش” في الطارمية شمال بغداد”، موضحا ان الاشتباكات مستمرة وأسفرت عن إصابة اثنين من رجال الجيش العراقي.

واشنطن من جانبها سارعت لاستثمار الحدث لصالحها “رغم عدم اعلان أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم” بتحميل ايران المسؤولية عن مهاجمة مصالحها في العراق، لكنها اكدت انها ستتجنب المساهمة في أي تصعيد يصب في مصلحة ايران، متناسية ان فبركتها لهذه المزاعم الواهية هي بحد ذاتها تعتبر تصعيدا رخيصا تافها لا يستند لاي ادلة ويستهدف اثارة الجماعات التابعة لها ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية وبمثابة ضوء اخضر لهم لبدء حملة اعلامية تستهدف ايران وابعاد اصابع الاتهام التي يشير بعضها لضلوع اميركا نفسها بهذا التاجيج.

الى ذلك زعم المتّحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس ان واشنطن ستحمّل إيران المسؤولية عن أفعال من وصفهم بـ”أتباع طهران” الذين يهاجمون الأميركيين في العراق، مسترجعا قضية الهجوم علی أربيل ومتوعدا بالرد في الوقت والمكان المناسبين.

من جهتها، سبق ان نفت ايران الاتهامات الاميركية حيث اكدت الخارجية مرارا انها تعارض أي أعمال تضر بأمن العراق واستهداف البعثات الدبلوماسية، وأدانت ما وصفتها بالمحاولات المريبة لنسب الهجوم إليها.

كذلك فعلت فصائل الحشد العراقي بنفيها اي علاقة لها بهذه الهجمات التي تبنتها جماعات غيرمعروفة سابقا فقبل نحو اسبوع تم استهداف مجمع عسكري في مطار أربيل شمالي العراق ما أدی الی مقتل متعاقد أميركي وإصابة أخرين. واعلنت المسؤولية عنه جماعة أطلقت علی نفسها اسم “سرايا أولياء الدم”، فيما شهدت قاعدة “بلد” الجوية شمال بغداد هجوما صاروخيا لكن أي جهة لم تتنبنی الهجوم الذي أصيب فيه مقاول محلي لشركة “ساليبورت” الاميركية لصيانة الطائرات.

الملفت للنظر حقا وحقيقة في هذا الهجوم الصاروخي الاخير ان منظومة الدفاع الجوي الأميركية ( C-RM) فشلت بالفعل في صد الصواريخ التي استهدفت المنطقة الخضراء، وسط بغداد، حسبما افاد مصدر أمني الاثنين، وان هذه المنظومة التي اقتصر عملها على ترويع وإرعاب المواطنين العراقيين لم تتمكن من تحسس وجود صواريخ باتجاهها ولم تعمل، في وقت اعلنت فيه قيادة عمليات بغداد، في بيان مقتضب، إنها “عثرت على منصات اطلاق الصواريخ من قبل استخبارات القيادة في منطقة حي السلام الطوبجي”.

السؤال الذي يدور في اذهان الكثيرين هو لماذا لم تُفَعَّل منظومة الدفاع الجوي الأميركية ( C-RM) لصد الصواريخ؟ فهل كانت الصواريخ صديقة لاميركا؟ وان الهجوم دُبِّرَ بليل؟ لتوجيه الانظار بعيدا عن عمليات تصفية الارهابيين على يد القوات المقاومة للحشد الشعبي ورجال الجيش العراقي؟.. الايام ستكشف حقيقته..

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here