بدر من الريادة الى القيادة (1)
بقلم // عمار محمد طيب العراقي
هذه سلسلة مقاربات، سنتحدث فيها عن بدر “الرائد” وبدر “القائد”، عن بدر المشروع وبدر الأمل، نأمل من الأخوة الأعزاء متابعتها وإغنائها بملاحظاتهم القيمة، التي ستكون موضع إعتبارنا في كل ما سنتناوله تحت هذا العنوان..ولذلك أقتضى التنويه.
الذي لا ينكره التأريخ؛ أن “بدر” كان الطليعة “الرائدة” لكل الحركات العراقية المجاهدة، التي قارعت الظلم الصدامي، فمن تحت عباءة “بدر” خرج آلاف المجاهدين، الذين هم اليوم عماد الحركة الأسلامية في العراق، وتحت خيمة”بدر” استظل المنفيون المقتلعون من وطنهم، وهو ثلث قرن ويزيد من تاريخ العراق الحديث، كان عنوانه الأوسع “بدر”..
هذه المقدمة ضرورية جدا، لأن نقف إزاء هذا الدور؛ المضرج بقافلة بدأت ولم تنته من الدماء، وهي دماء كانت قد سفحت وما تزال تُسفح، على منحر حرية وإنعتاق الشعب العراقي وبناء مستقبله، وصيانة تاريخه من أن يوصم بعار الخنوع للذل الصدامي.
وإذا كانت السنوات التي سبقت سقوط نظام صدام، قد “أسست” “العنوان” الكبير لـ”بدر”، فإن السنوات التي تلت ذلك، يمكن عدها “تأصيل” لـ “تفاصيل” المشروع العظيم، وما يرافق ذلك من إرهاصات وتداعيات، وبناءات ومعرقلات، وإخفاقات وإنتصارات.
لغاية 2014 عام الربذة، حيث أُريد للعراق أن ينفى الى صحراء المشروع الداعشي، واجه”بدر” حروبا شرسة هدفها وأد “الريادة” وتفتيها، لمنعها من أن تتحول الى “قيادة”..بعض أطراف تلك الحروب المُشنة على بدر كانت خارجية، يمكن تلخيص توصيفها بأنها، التحالف البعثوهابي ـ الصهيوأمريكي، وبعضها الآخر كان محليا تحركه الإرادات الخارجية، فيما غيرها كان من الجسم الشيعي مع شديد الأسف، وهؤلاء ستكون لنا وقفة بشأنهم، في مقاربة قادمة بأذنه تعالى.
لكن عام 2014 كان أيضا؛ بوابة الإنتقال البدري من الريادة الى القيادة، حيث كان البدريون رأس النفيضة، في معركة العراق ضد الدواعش الأشرار، وما هي إلا أيام بعد دخول”بدر” ساحة المواجهة، إلا وأنقلب الميزان لصالح الحق، بعد أن صدرت فتوى المرجعية الدينية العليا بالجهاد الكفائي، الذي أعتبره البدريون فرض عين بالنسبة لهم؛ وبدأت الأنتصارات تترى، ومعها كانت قوافل الشهداء تترى أيضا، وأثبت البدريون أصالتهم وقدرتهم على قيادة معركة الحياة أو الموت..ولم يحدث منذ تلك اللحظة أن تراجع المشروع، وهذا ما أخاف الأعداء وأرعبهم، وجعلهم يعيدون حساباتهم بدقة، ويحشدون جهدهم ويعبئون أنفسهم في جبهة عريضة مضادة، لأنهم يعرفون ماذا يعني إنتصار المشروع البدري.
شكرا…
يتبع بدر من الريادة الى القيادة (2)