“الناتو” يعود للواجهة مجددا عقب زيارة وزير الخارجية الدنماركي الى بغداد

كنوز ميديا / تقارير / متابعات

يعود ملف قوات حلف شمال الأطلسي “الناتو” الى الواجهة، بعد زيارة وزير خارجية الدنمارك الى العراق، وهي الدولة التي ترأست بعثة الحلف، وهو الامر الذي جوبه بـ”رفض جديد” من قبل تحالف الفتح، حيث أكد نائب على ضرورة إخراج كافة القوات الأجنبية من البلد، إلا أن خبيرا أمنياً رهن دخول قوات الناتو بموافقة واشنطن التي وقعت اتفاقية امنية مع بغداد، فضلا عن استبعاده حدوث اي “تهدئة”داخل البلد بسبب تعدد القوات الموجودة فيه.

ويقول النائب عن تحالف الفتح محمد البلداوي في تصريح، إن “زيارات المسؤولين الأوروبيين تأتي من أجل التواصل واللقاءات، والتباحث بمسألة تواجد القوات الاجنبية، حيث ان القوات الدنماركية موجودة بالأساس مع باقي القوات الاخرى على الاراضي العراقية، وقد تكون الزيارة تمهيدا لانسحاب القوات او تأمين تواجدها خلال الفترة المقبلة”.

ويوم أمس، وصل وزير الخارجية الدنماركي جيبي كوفود الى العاصمة بغداد، وأجرى لقاءات مع الرئاسات الثلاث، واكد في لقائه رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي على ان بلده تشعر بالفخر باستلام قيادة بعثة الناتو في العراق، وتتطلع الى لعب دور لاستثمار ذلك لتعزيز آليات دعم القوات الامنية العراقية في مجالات التدريب والمشورة وبناء القدرات المؤسساتية.

ويضيف البلداوي، أن “الجانب الامريكي وبحسب ما سرب من معلومات، يقول بان العراق قد يحتاج الى تدريب قواته، وهذا الامر مستغرب على اعتبار ان هذا الامر يكون بطلب رسمي من الجانب العراقي وموثق وموضح فيه مقدار الحاجة لهذه القوات وعديدها واماكن تواجدها”، متسائلا “ما فائدة التواجد الدولي على الاراضي العراقية، اذا ما كانت هذه القوات هي من تمارس الانتهاكات، فتارة من قبل القصف الامريكي، وتارة اخرى مشاركتها في اعتقال بعض قيادات الحشد الشعبي، فما فائدة التواجد الدولي مع الانتهاك التركي وبنائه قواعد عسكرية وتجريف الارض وغيرها من الاعمال، التي لا يمارسها حتى المحتل”.

ويستدرك “علينا ان نفرض هيبة الدولة باخراج كامل القوات الاجنبية وتمكين انتشار القوات الاتحادية في جميع مدن العراق”، موضحا “نحن نريد اخراج جميع القوات الاجنبية المتواجدة على ارضنا من اجل هيبة الدولة، ونحن لا نحتاج اليها، بل انها هي من تنتهك سيادة العراق كل يوم، وكيف يمكن ان نتحدث عن السيادة والكثير من المناطق تمنع القوات العراقية من الوصول اليها”.

ويؤكد “نحن لا نريد أن ننفصل عن العالم، بل العكس اننا نحتاج الى خبرات وتواصل، لكن علينا ان نبني هذه العلاقة على اساس التفاهم والتفاوض واحترام سيادة البلد”.

وتأتي زيارة وزير الخارجية الدنماركي، بعد نحو 4 اشهر من اعلان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، عن زيادة تعداد أفراد بعثته في العراق بثمانية أضعاف، قائلا خلال مؤتمر صحفي عقده في ختام اليوم الثاني من اجتماع وزراء دفاع الناتو المنعقد في بروكسل بتاريخ 18 شباط فبراير الماضي، إن “القرار يقضي بزيادة عدد أفراد بعثة حلف شمال الأطلسي في العراق من 500 حتى أربعة 4 آلاف شخصا”.

ويوم 19 من شهر شباط فبراير أيضا، نشر مستشار الأمن الوطني قاسم الاعرجي تغريدة في حسابه الشخصي بموقع تويتر، قال فيها “حلف الناتو يعمل مع العراق وبموافقة الحكومة العراقية والتنسيق معها، ومهمته استشارية تدريبية وليست قتالية.. نتعاون مع دول العالم، ونستفيد من خبراتها في المشورة والتدريب، لتعزيز الأمن والاستقرار ولا اتفاق عن اعداد المدربين”.

وأثار النفي الحكومي العراقي لقرار الناتو في حينها، الكثير من التساؤلات، حول إمكانية ان يقدم حلف الشمال الاطلسي على إعلان كهذا في ظل عدم موافقة بغداد، وهو ما اشار اليه المحلل السياسي احمد الشريفي في حديث سابق لـ”العالم الجديد”، بالقول إن حلف الناتو هو أقوى تحالف عالمي حيث يجمع 30 دولة ومن غير المعقول ان يفرض نفسه بهذه الكيفية.

وحول هذا الامر، يبين الخبير الامني صفاء الاعسم  أن “دخول حلف الناتو للعراق يتعلق بالولايات المتحدة الامريكية، حيث انه ليس للحلف الحق في ان يخرق الاتفاقية العراقية الامريكية، وبالتالي فانه يحتاج الى قرار امريكي بهذا الموضوع”.

ويوضح الأعسم، أنه “وبحسب المعلومات فان هناك تأييدا أمريكيا باشراك حلف الناتو في عمليات القتال ضد عصابات داعش الارهابية او العمليات الاستخبارية والامنية، والدليل أن هناك نسبة من حلف الناتو دخلت الحدود العراقية، ولكن بسيطرة أمريكية تامة”، مضيفا أن “هناك توافقا باشتراك حلف الناتو داخل العراق على شرط أن يكون ضمن قوات التحالف، وليس باتفاق جديد مع العراق”.

وحول التوتر الحاصل بين العديد من الاطراف داخل العراق، وخاصة فيما يتعلق بالوجود الاجنبي، ومدى تأثير دخول قوات الناتو على ذلك، يقول الأعسم ان “القراءة الحالية لا تشير الى وجود تهدئة بالموقف داخل العراق”، مؤكدا ان “الاعتراضات التي تنطلق من البرلمان على كل القوات الاجنبية، لا تقصد القوات الامريكية فقط، بل تشمل الجميع بحسب ما صدر من البرلمان العراقي، وبالتالي فان تواجد حلف الناتو لن يحل المشكلة، بل يعقدها بشكل أكبر”.

ويلفت الى أننا “لا نحتاج الى قوات إضافية على أرض العراق، بل إن كل ما نحتاجه هو عقيدة عسكرية لبناء جيش متكامل، ومصدر رصين لتجهيز العراق بالسلاح وتحقق مبتغاه بكل المجالات سواء في الاستخبارات او الامن او الدفاع الجوي”، مبينا ان “ما وصل العراق من الاسلحة لا يرتقي الى مستوى الكفاءة الحقيقية”.

يذكر ان الفصائل العراقية رفعت من حدة استهدافاتها للمصالح الامريكية في العراق، حيث ارتفعت نسبة الهجمات بصواريخ الكاتيوشا، فضلا عن استخدام طائرات “الدرون” بدون طيار لاستهداف القواعد والمقار العسكرية الامريكية، وهو ما أثار مخاوف واشنطن، لكونها نقطة تحول في نوعية الهجمات.

وخلال هذا الصراع الدائر بين الفصائل والقوات الامريكية، وخاصة يوم امس الاول، حيث استهدفت قاعدة عين الاسد في الانبار، ومركز دعم في بغداد، بعد ساعات من عقد اللجنة العراقية الامريكية اجتماعا لتطبيق مقررات الحوار الاستراتيجي، يندلع صراعا آخر في شمالي العراق، بين تركيا وحزب العمال الكردستاني من جهة، وبين قوات البيشمركة وحزب العمال الكردستاني ايضا من جهة اخرى.

يشار الى ان الصحفي المعتمد  لدى حلف شمال الاطلسي (الناتو) حسين الوائلي كشف  في شباط فبراير الماضي، عن المبررات التي دفعت الناتو الى زيادة عدد قواته في العراق، ولخصها بـ3 مرتكزات، الاولى هي داخلية، فأي خلل في الوضع العراقي الداخلي سيؤثر على الوضع الأمني الأوروبي، والثانية، هي وجود توغل إقليمي في الداخل العراقي، يقوض المصالح الغربية والاوروبية والثالثة، هي دولية وتتعلق بالوجود الروسي في سوريا، فالناتو ند حقيقي لروسيا، واينما تواجد الروس تواجد الناتو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى