كنوز ميديا / تقارير / متابعات /

انقسمت الآراء حول ما تعرض له رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي من احتجاج رافقه سب وشتم، خلال جولته في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، ففي الوقت الذي أكد فيه متظاهر أن الاحتجاج ضده بسبب عدم الإيفاء بوعوده وأبرزها الكشف عن قتلة المتظاهرين، وصفها آخر بأنها “فوضى” ولا علاقة لها بـ”المتظاهرين الحقيقيين”.

ويقول الناشط في تظاهرات الناصرية، محمد حميد إن “المتظاهرين تجهزوا منذ يوم أمس الاول، بعد علمهم بموعد زيارة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، حيث حصلت بعض التجمعات في الأماكن التي سيزورها منذ الخامسة صباحا من اجل الاحتجاج على هذه الزيارة، كونه لم يفِ بوعوده التي قطعها وأبرزها الكشف عن قتلة المتظاهرين الذين ما زالوا يصولون ويجولون دون اي حساب”.

ويضيف حميد، أن “الكاظمي وحكومته مارست أيضا نفس أساليب الحكومة السابقة من قمع وقتل المتظاهرين وعدم إنصاف المحافظات الجنوبية التي تعاني ما تعانيه من ويلات وغياب تام للخدمات وفرص العمل والبطالة التي فاقت التصور”.

ويوم أمس السبت، وصل رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الى محافظة ذي قار، وأجرى جولة في الناصرية، مركز محافظة ذي قار، وجرت محاصرة موكبه من قبل عشرات المتظاهرين، مرددين هتافات تطالبه بالكشف عن قتلة النشطاء والمتظاهرين، فضلا عن توجيه السب والشتائم والكلام البذيء له، بحسب ما تم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي.

وقد غادر الكاظمي الموقع سريعا وسط حراسة أمنية مشددة، عقب محاولة رشق موكبه بالحجارة والاحذية، من قبل المتجمهرين حوله.

وقد افتتح الكاظمي في الناصرية، محطة كهرباء وجسرا ومستشفى الناصرية ووضع حجر الأساس لمطار الناصرية الدولي، إلا ان المحتجين اغلقوا الجسر بعد فترة وجيزة من افتتاحه، ومن ثم اعيد فتحه لاحقا.

وقال الكاظمي من الناصرية، ان المحافظة عانت من وضع أمني صعب جدا خلال العام الماضي، وقد أثر ذلك في وضع الأهالي وحياتهم اليومية، ولقد اخّر التراجع الأمني عملية الاعمار في المحافظة وتقديم الخدمات للمواطنين، ونحن اليوم أمام وضع جديد في المحافظة، هناك استقرار نسبي يجب الحفاظ عليه وتطويره.

من جانب آخر، يشير متظاهر من الناصرية، أحمد حسين إلى أن “ما حصل في الناصرية خلال زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لافتتاح مشاريع مهمة بالمحافظة لا علاقة له بالتظاهر ولا بالاحتجاج ولا بالذين يطالبون بوطن”.

ويوضح حسين، أن “ما حدث هو فوضى حقيقية، حيث أن هناك من يدفع من أجل التأزيم، ولا أظن أن ذلك مرتبط بالمتظاهرين الحقيقيين، وهؤلاء الذين خرجوا اليوم كنا نتوقع خروجهم لانهم مدفوعون لاحراج الكاظمي”، متابعا “ثم كيف للناس أن تخرج ضد افتتاح مشاريع هي أصلا لهم، بالحقيقة لا نعلم من زرع فيهم ثقافة أن كل ما يحصل حتى المشاريع التي لصالحهم هي دعاية انتخابية”.

ويلفت الى أن “الامر الاخر يكشف لنا أن الحكومة المحلية والقوات الأمنية غير قادرة على السيطرة على الشارع، وهذه رسائل خطيرة، حيث أن الشارع منفلت في الناصرية وهو قادر على أن يحرق كل شيء في اي لحظة بمجرد أن تكون هناك خلافات سياسية”، مؤكدا أن “الوضع في الناصرية خارج السيطرة”.

وتعد الناصرية، أيقونة التظاهرات التي خرجت بعد تظاهرات تشرين الأول أكتوبر 2019 بعد العاصمة بغداد، حيث واجه المتظاهرون أعمال عنف مورست ضدهم من قبل القوات الأمنية، كما عاشت ليالي دامية، أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى في محاولة لفض الاعتصام وإنهاء التظاهرات، وأبرزها ما عرف بـ”مجزرة جسر الزيتون” التي عاشتها المحافظة ليلتي 28 – 30 من تشرين الثاني نوفمبر 2019.

وطيلة الفترة الماضية، جرت العديد من عمليات الاغتيال والاختطاف للناشطين والمتظاهرين، أبرزهم سجاد العراقي، الذي مضى على اختطافه 9 أشهر، دون التوصل لأي نتائج، على الرغم من أن الكاظمي أرسل قوات خاصة من بغداد بهدف العثور عليه.

ويعد مطلب الكشف عن قتلة المتظاهرين، من أبرز المطالب التي ينادي بها المتظاهرين، كما انه من اكثر الوعود التي رددها الكاظمي منذ توليه منصبه ولغاية الان، وذلك وفق احصائية اعدتها “العالم الجديد” بشأن الوعود التي اطلقها الكاظمي خلال عام وما تحقق منها، بعنوان “الكاظمي ميتر”.

وفي الموازنة الاتحادية للعام 2021، جاءت حصة محافظة ذي قار بـ1.3 ترليون دينار (نحو 900 مليون دولار)، وهي ثاني أكبر موزانة بعد العاصمة بغداد، التي حصلت على 3.2 ترليون دينار (نحو 2.1 ملياري دولار)، وذلك نظرا للاحتجاجات التي شهدتها المحافظة والاحداث الامنية التي رافقتها، بسبب تردي البنى التحتية وارتفاع نسبة البطالة فيها.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here