كنوز ميديا / سياسي

بعد فشله الذريع في عقد الجلسات المخصصة لاتخاذ موقف رسمي إزاء الاحتلال التركي والانتهاك الأمريكي للسيادة الوطنية وعمليات استهداف الحشد الشعبي وتلويح واشنطن بعمليات أخرى جديدة، فضلا عن إخفاقه بمناقشة تداعيات الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به البلد بسبب أسعار الدولار، وكذلك في استجواب الوزراء المقصرين والفاسدين في حكومة الكاظمي، تحول مجلس النواب الى مسرح للصفقات السياسية مع الوزراء المشمولون بالاستجواب أو الاستضافة بعد أن شرعت كتل سياسية بتحويل إحدى جلسات الاسبوع الماضي الخاصة باستضافة أحد وزراء الكاظمي الى “بورصة” للمناصب الحساسة.
وهذا الامر تطرق له النائب عن دولة القانون هشام السهيل، الذي أكد تحول عمل مجلس النواب الى “برلمان” للصفقات مع الوزراء الذين من المقرر استجوابهم واستضافة البعض منهم على خلفية تقصيرهم في عملهم.
وأضاف السهيل، وهو مرشح سابق لمنصب رئاسة الوزراء، أن الجلسة الأخيرة لمجلس النواب والتي جرى عقدها يوم الثلاثاء الماضي شهدت عمليات “عقد” صفقات علنية مع وزير النفط في حكومة الكاظمي مع الكتل السياسية بدلا من مناقشة مقررات الاستضافة وفتح الملفات المهمة المتعلقة بارتفاع أسعار النفط وجولات التراخيص، لافتا الى أن بعض الكتل (لم يُسَمِّها) تقدمت علنا بمطالبها من الدرجات الخاصة والمناصب في وزارة النفط.
ويشهد مجلس النواب، شللا نصفيا في عمله، لأسباب يعزوها البعض من أعضائه الى انشغال النواب بالحملات الانتخابية المبكرة من جهة فيما يزعم البعض الآخر الى وجود إصابات بفيروس كورونا بين صفوف النواب.
وعلى الرغم من الحاجة الماسة الى عقد جلسات البرلمان، سيما مع المتغيرات الخطيرة والحساسة التي تحيط بالبلد، بدءًا من استهداف الحشد الشعبي على الحدود العراقية السورية واستشهاد أربعة مقاتلين في غارة أمريكية، وكذلك الاحتلال التركي لخاصرة العراق الشمالية بالاضافة الى مسلسل معاناة المواطنين من التداعيات الاقتصادية والمعيشية الناجمة عن ارتفاع أسعار الدولار من قبل الحكومة والبنك المركزي العراقي.
من جهة أخرى فقد أخفق مجلس النواب باستجواب العديد من وزراء الكاظمي، على خلفية توقف عقد جلساته الذي يأتي بمباركة حتى من هيأة الرئاسة وبمقدمتها رئيس البرلمان محمد الحلبوسي الذي انشغل هو الاخير بحملته الانتخابية في محافظة الانبار.
وبدوره، أعرب المحلل السياسي عباس العرداوي، عن أسفه، من “مرور مجلس النواب بفترة غير مسبوقة من الإخفاق الشامل لجميع المستويات السياسية والامنية والتشريعية”، مشيرا الى أن “هذا الإخفاق وعدم عقد جلسات البرلمان ربما يشكل تهديدا كبيرا ورئيسيا لمشاركة المواطنين العراقيين في الانتخابات المقبلة”.
وقال العرداوي، في تصريح  إنه “حتى الجلسات التي يجري عقدها بشكل متقطع فهي لم تخصص لمشاكل وطموحات المواطنين”.
وأضاف “في الوقت الذي يمر به البلد باحتلال تركي غاشم واعتداء على سيادة الدولة واستمرار انتهاك السيادة العراقية من قبل الجانب الامريكي وعمليات استهداف الحشد الشعبي بين الحين والآخر والتي كان آخرها على الحدود السورية، بالاضافة الى التداعيات الاقتصادية الخطيرة على حياة المواطنين وقوتهم اليومي، فأنه نجد مجلس النواب يعقد صفقات فاسدة بين الوزراء المقصرين والمنضوين في حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بدلا من محاسبتهم تمهيدا لإقالتهم”.
وأشار الى أن “عودة الابتزاز السياسي خلال هذه المرحلة الحساسة أمر خطير والمتضرر الأكبر منه هو المواطن العراقي، خصوصا أنه قائم على رفع المحاسبة عن المسؤولين الفاسدين”.
ولفت الى أن “تحول البرلمان الى مجلس للصفقات يجعلنا أمام سابقة خطيرة ومسرحية سياسية جديدة”.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here