خطاب عمّار ومؤتمر مركز الرافدين
الكاتب // عمار الولائي
تابعنا المؤتمر الذي أُقيم في فندق بابل ببغداد الذي أقامه السيد زيد الطالقاني وبتمويل من السيّد عمار الحكيم،علماً أنّ هذا المركز اشتراه السيد عمار منه بعد أحداث تشرين التي لا تشكف إلّا عن لؤم وخطورة الذين استغلّوا هذه التظاهرات وعلى رأسهم عمّار الحكيم‼️
من خلال رصدنا للمؤتمر فإنّ أغلب جلساته وخصوصًا التي خُصِّصتْ للحديث عن للفتح والحشد الشعبي كانت تتركّز الأسئلة بخبث الى السادة الفيّاض والعامريّ والأسديّ وعدنان فيحان وغيرهم عن طبيعة علاقتهم بالدولة، ويتم حصرهم من المحاورين العلمانيّين في الغالب – وهم أغلبهم من تيّار الحكمة – في زاوية الدفاع عن أنفسهم بأنهم احزاب تمثِّل اللادولة!! ممّا يجعل الأخوة المتحدّثين من هذا الطيف في موقف الدفاع والإيضاح فقال الفياض: (( مصطلح اللادولة هو مصطلح للترويج الانتخابي أطلقه السيد عمار)), وقال العامريّ:((إنّ الدم الذي دفعناه لأجل الوطن هو الدولة وإنّ الآخرين لم يشاركوا في تحرير العراق،وكانت الطائرات تقلّهم وهم يهربون من العراق ونحن ثبُتنا على السواتر وبهذا فنحن حماة الدولة وبُناتها)).
كانت الكلمة الأولى أو في الجلسات الأولى الى السيد عمار الحكيم،وهو يقسم القوى الشيعية إلى ( دولة) ولا (دولة ) ويضع المقاسات والقيود والحدود والماهيّات لضبط حدود التعريف بين الاصطلاحين.
المؤسف جدًا أنّ هكذا مؤتمر،وبدلاً من أن يناقش الاقتصاد والأمن والسيادة،ويكون كلّه لشكر الحشد ودعم الجهاد والمجاهدين،وتكريم جهادهم وترسيخ التفكير في وضع الأُسس القانونيّة،والأُطر والبرامج لتقوية الحشد وتخليد الأبطال،وترسيخ مفهوم قوّة الشيعة ووحدتهم،فإنّ المؤتمر عمل بخبث على الترويج الإعلامي في غالب جلساته للطعن والتفريق بين الأحزاب الشيعية وفق منهج السيد عمار بأنّه وحده هو الدولة والآخرون( لا دولة)، ونفس الكلام تكرَّر من العبادي .
وتعالت قريحة السيد عمار والسيد العبادي للدفاع عن (فتنة تشرين)، وطالبوا بمعاقبة الخاطفين وغيرهم – حسب زعمهم – ونسوا أنّهما كلاهما مَن موَّلا التظاهرات لإدامة الفوضى والخراب وسفك الدماء وتعطيل العراق وإدخال البلد في الفراغين الأمني والسياسي،والأهم من ذلك لإسقاط حكومة عادل والإتيان ببديل معاق كعوق عقولهم، ونفوسهم العقيمة المريضة حدّ العظام والنخاع.
سيد عمار! نعلم وتعلم أنّ خطابك (اللادولة) تريد منه محاربة الجهاد،وإنهاء دور المجاهدين لأنّهم الثقل الأكبر في الانتخابات،ولكن ما كان يوماً يصدّق العقل أنّك تمارس أدنى الأساليب للحطّ من قدر المجاهدين والمدافعين عن العراق.
عجباً هل تريد ان تدافع عن أمريكا وتكون أداة طيّعة لتنفيذ المخطّطات الغربيّة والخليجية في تفكيك ومحاصرة الحشد الشعبي والمجاهدين؟!!
وهل فعلًا أنت رجل حريص على الدولة وتأريخك بعد 2003 كلّه ( لجان اقتصادية) واستثمارات وقصور فارهة وأموال طائلة وتجارات واسعة وخطابات باهتة منفّرة؟
أتمنّى أن تعرف أنّك قد لفظك ورفَضَك المجتمع،وقد تجاوزتَ قدرك وقدّمتَ الى تأريخ أُسرة آل الحكيم،أُسرة العلم والفقاهة كلّ الإحراج وخير دليل بيانهم بالتبرّي منك.
متى كنتَ رجل دولة وتعدّ نفس المعيار في التقييم،والفيصل بين الوطني من عدمه والشريف من المرتزق،وأنت منهزم كلّ تأريخك ولم تشارك ساعة واحدة في الحفاظ على الدولة يوم هاجمنا داعش؛ بل لم تمارس أي عمل مشرّف،ولم يسجل لك التأريخ أيّ موقف الّا صورة واحدة اخذتها وانت تمسك بالبندقية من إحدى قصورك بزيّ عسكريّ قشيب
أتمنّى أن تراجع نفسك،وقد تعدُّ هذا الكلام هجموماً أو تسقيطاً ولكن نلتقي بين يدي الله وتعلم ونعلم أنّ هذا هو واقعك.
نعم توجد إشكالات في المسيرة الجهادية ونعترف بهذا، لكنّك أبعد من أن تنصِّب نفسك قيّوماً ومقيِّماً لأيّ مجاهدٍ؛فليس لك إلّا الماء والخضراء والوجه الحسن،وقصور فارهة وشقروات يحطنَ بك،والباقي تعرفه أنت يامن تنكّرت لتأريخ محمد باقر الحكيم شهيد المحراب،وخنتَ رجاله وتخلّيتَ حتّى عن لقب ( شهيد المحراب) واطلقت عليه الصفات التي لاتليق إلّا بعقلك البسيط وتلوّنك الخطير؛ إذ اسميته (شهيد الوطن)!!
راجع نفسك وإلّا فإنّ التأريخ حافل بما لايسرّك نشره.