تاريخنا البائس – تاريخنا المجيد 

بقلم//علي عنبر السعدي 

الطبقات الإجتماعية في الحضارة الرافدينية 

– العبودية القسرية – والعبودية الطوعية .

– (لن يقع اليتامى والأرامل والمساكين ،تحت رحمة الأغنياء )

تلك كانت البداية في أصدار أول تشريع لحقوق الإنسان في التاريخ ،وضعه الملك السومري أوركاجينا عام -.( 2380 ق م .

– كان الاستغلال والظلم الذي توقعه طبقات الأغنياء ،باولئك الفقراء من العمال والمزارعين ، قد بلغ ذروته في تلك العصور ،حيث التفاوت الطبقي الكبير ،لذا كان لابد من قانون يحمي هؤلاء مما يقع عليهم من ظلم .

– بعد ذلك بقرون ، وفي العام 1790 ق/م ،جاء أشهر قانوني عرفه التاريخ (حمورابي )ليضع شريعة مكتوبة يحدد فيها طبقات المجتمع والحقوق الممنوحة لكل منها.

– مشكينيم ) التي ورد ذكرها في مسلة حمورابي ، تعني طبقة الاقنان أو (المساكين ) المحتاجين ، والأقنان هم من يعملون في الارض مقابل اجر متفق عليه يعادل ربع أو ثلث المنتج من المحصول .

 – بقي هذا النوع من الاستغلال شائعا حتى ستينات القرن الماضي في العراق ،وكان ويسمى (المرابع) أي من يحصل على ربع المنتوج جراء عمله .

– مصطلح (قن) يطلق كذلك على مكان الدجاج ، وربما سمي المزارع بهذا ، لنوعية البيوت الطينية أو القصبية الضيقة التي تتكدس فيها عائلة باكملها .

– القن في العادة أعلى من طبقة العبيد ، فمالك الارض يحصل على جهده ، وليس عبداً يمتلكه ، كما ان له الحرية بترك الارض والعمل في مقاطعة اخرى ، وحقّه الإنتفاع من الأرض دون امتلاكها .

– كان المساكين أكثر فقرا من الطبقة المتوسطة التي تشمل المواطنين الاحرارعلى مختلف مواقعهم وممتلكاتهم وما يمارسونه من مهن .إنه دائم العوز وافتقاد الحاجات .

– في الموروث الشعبي العراقي ، كان حالة التذمروالشكوى من ضنك العيش في ظلّ استغلال الاقطاع لجهد الفلاحين ، دائمة الحضور ، وقد جاء التعبير عنها بالقول ( ارد أشرد لبغداد من هالفلاحه – لاتوفي الديان لابيها راحه).

– وربما اشتقت مفردة (مشكاة ) من ميشيكيم ،فالمشكاة تعني الشيء المتدلي او الكوة في جدار ، ما يرتبط بما يحمله الفلاح في كيس يتدلى على ظهره او تحمله دابته مما كسبه من تعبه وبما هو بالكاد يملأ كوة في جدار بيته الطيني غالباً .

 – الكيس المتدلي على ظهر الدابة يسمى كذلك بالخرِج – اي ما اخرجته الارض – و( العِدل) بكسر العين – أي ما تعادل على ظهر الدابّة .

– تعتبر شريعة حمورابي ، أول وثيقة قانونية حددت فيها مفهوم الطبقات الإجتماعية وفقاً لواقعها الإقتصادي ومقدار دخلها المالي او أملاكها الخاصّة .

 – كانت الطبقة في أسفل السلم الإجتماعي هي طبقة العبيد ( ووردوم) وأفراد هذه الطبقة مملوكين لأصحابهم يحق لهم بيعهم والتصرف بهم دون إلحاق الضرر الجسدي ،والإ ألزم المالك بدفع تعويض للعبد بمقدار ما ألحق به من ضرر .

– أما طبقة طبقة الأحرار فتسمى ( أويلوم) وتشمل كبار الموظفين واصحاب الاملاك والاراضي الزراعية والمهن الحرة والتجار وكهنة المعابد، وماشابه . 

– الطبقات الثلاث ليست ثابتة بحدود فاصلة ودائمة ،إذ بإمكان العبد ان يشتري حريته في ظروف خاصّة ، كما يمكن ان يتحول الحرّ عبداً إذا عجز عن إيفاء ديونه . .

– كانت صفة (العبيد) تطلق على العاملين في تعبيد الطرق لسيرالمركبات ،كذلك من يقومون بالعمل في تعبيد وتمهيد الأرض لتصبح صالحة للزراعة ، أي ان الكلمة كانت تعني (العامل) ، لكنها تحولت عبر التاريخ الى (المملوك) لصاحبه يتصرف به كما يشاء .

– ما التفت اليه الرافيدينيون في أزمنة مبكرة من التاريخ ، حول استغلال الانسان للانسان واستعباده ،فوضعوا القوانين للحدّ من ذلك ،احتاجت الأمم اللاحقة الى الكثير من الثورات والدماء والحروب ،لتصل إليه .

– لكن العبودية بمختلف أشكالها وحالاتها ،مازلت تفتك بالبشر ، والأدى حين يدخلها بعض البشر طواعية ،ويـألهون من يستعبدهم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى