كنوز ميديا / تقارير
منذ ظهور نتائج انتخابات تشرين المبكرة والخلافات متسيدة على المشهد السياسي داخل المكون الواحد، وتفاقمت بعد انعقاد اول جلسة للدورة البرلمانية الخامسة التي طغى عليها المناكفات بعد ان اعادت تدوير ولاية رئيس البرلمان محمد الحلبوسي.
وبان الخلاف واضحاً بين الكتلة الصدرية التي يتزعمها مقتدى الصدر، والاطار التنسيقي، بعد ان اصر الاول على ابعاد ائتلاف دولة القانون من المشاركة في تشكيل الحكومة كشرط للتحالف مع الاطار الذي رفض ذلك الطلب كونه متمسكاً بجميع الكتل المنضوية فيه.
وتوالت الاجتماعات لتقريب وجهات النظر، والتي جرت لعدة مرات في بغداد والنجف الاشرف لكنها لم تسفر عن نتائج ملموسة، بينما ادى الاجتماع الاخير في بيت رئيس تحالف الفتح هادي العامري الى الاتفاق على بعض الجوانب، بعد المرونة التي ابدها الصدر.
مراقبون للشان السياسي اكدوا ان الكتل المتخاصمة ادركت ان بقاء الخلافات ليس من مصلحة الجميع كونه سيؤثر سلباً على المكون نفسه، في حال استمرار التشظي والخلافات .
ويرى المحلل السياسي مؤيد العلي ان “المرونة التي يقال انها كانت حاضرة في الزيارة الأخيرة، لم تات من إدراك لخطورة الوضع وطبيعة المؤامرة ضد شيعة العراق ومستقبلهم السياسي، انما هي الخشية من تحمل المسؤولية فيما لو ذهب التيار مع الآخرين لتشكيل الحكومة دون الإطار”.
ويؤكد المحلل السياسي ابراهيم السراج ان “ذهاب الإطار التنسيقي إلى المعارضة يعنى كتابة شهادة وفاته بيده لأسباب لعل أبرزها أن القابضين على السلطة التنفيذية والتشريعية لايفقهون ثقافة المعارضة وسيعمدون على اسقاط الاطار”.
ويقول المحلل السياسي يونس الكعبي ان “مقتدى يدرك اكثر من غيره مخاطر الذهاب منفردا بمشروعه مع لاعبين خطرين مثل البرزاني والحلبوسي والخنجر لانه سيكون اقلية داخل البرلمان بدون وجود الاطار التنسيقي معه”.
ويرى المحلل السياسي سلام الربيعي ان “امام قوى الاطار التنسيقي ثلاث خيارات اولها ابعاد المالكي والدخول ملتحقين بمشروع الصدر”.
وبين ان “الامر الثاني هو اعلان الاطار التنسيقي نفسه معارضاً ويرفع راية المعارضة الدستورية “.
ويؤكد المحلل السياسي د.عباس الجبوري انه “ليس من الصواب ان يترك الإطار الساحة، لان لديه جمهور ينتظر منه الكثير، كما انه سيخسر”.
في حين يؤكد المحلل السياسي محمد فخري المولى ان “المرحلة الحالية مهمة وحيوية ويجب النظر اليها بجدية وبدقة”، مبيناً ان “الاكراد واضحي الخطى والسنة ينظرون للمستقبل بعيون كردستان اما الاجندات والسيناريوهات الخارجية حاضرة ومتجددة”.
ويرى المحلل السياسي قاسم العبودي ان “مجيء الصدر الى بغداد هدفه إيهام الرأي العام العراقي بإنه قدم تنازلات للاطار التنسيقي وإنه عمل على ما تقتضيه المصلحة الوطنية ، وواقع الحال مخالف تماما عما يروج له الصدر وتياره”.
ويقول المحلل السياسي قاسم الغراوي ان “الاطار اختار تجربة المعارضة، وعليه ترتيب اوراقه وطرح كل ما من شانه ان يخدم الشعب وان يعيد حساباته مع الشركاء الذين نكثوا الوعود”.
ويقول المحلل السياسي هيثم الخزعلي ان “تماسك الإطار وصموده بالإضافة لرفض الاتحاد الكردستاني للتفاوض مع الديمقراطي بموضوع رئيس الجمهورية اربك المشهد وزاد من مخاوف التيار الصدري حول تماسك اتفاقهم الثلاثي مع الحلبوسي وبرزاني”.
ويؤكد المحلل السياسي واثق الجابري ان “الاطار لو تمسك بعدم الرضوخ لشروط الصدر، ولجأ الى المعارضة او المقاطعة لتراجع الصدر عن شروطه”.
ويرى المحلل السياسي محمد صادق الهاشمي ان “مقتدى يدرك ان الشعار الذي يرفعه لاوجود له وهو حكومة (الاغلبية الوطنية ) لان اغلب الشيعة خارج الحكم بينما الكرد كلهم في الحكم مع انهم في خلاف لكن الاتحاد والديمقراطي قرروا المشاركة في الحكومة , والدليل التنافس على منصب رئيس الجمهورية”.
ويرى الكاتب د.حيدر سلمان ان “الصدر في بغداد في محاولة اخيرة لشق الصف بين كتل الاطار وجذب من يستطيع معه (حتى لو كان رقمه صغير) لعلمه المسبق ان ذهابه بدون شريك سيضعه في حرج كبير في المدن ذات الغالبية الشيعية”.
ويوضح المحلل السياسي حيدر الموسوي ان “الصدر يفكر بتداعيات التحالف مع السنة والكرد في ظل اجتماع القوى الشيعية الاخرى تحت خيمة الاطار التنسيقي الذي يرفض ان يتم حصر القرار الشيعي بيد جهة واحدة فقط ومن الاستحالة القبول بالخروج من معادلة صناعة القرار تحت اي مسوغات يراها الصدر”.
ويقول الكاتب اياد الامارة ان “العراق بحاجة إلى معارضة سياسية وحكومة اغلبية حقيقية لها ما تحققه من نجاح وعليها ما تتسبب به بطريقة أو أخرى من فشل أو إخفاق، فهذه طبيعة الممارسة الديمقراطية في البلدان”.
ويقول المحلل السياسي د. محسن غالي ان “التنافس اليوم بين كتلتين رئيسيتين هما الكتلة الصدرية من جهة، والإطار التنسيقي من جهة أخرى، فإن الانتخابات القادمة ستكون هناك كتلة ثالثة حصدت الكثير من أصوات الشيعة، وبالتالي تحصل على مقاعد كانت من حصة الكتلتين، وإذا ما ادركنا أن كتلة التيار الصدري قد لا تتأثر كثيرا لأن قواعده الشعبية ثابتة نوعا ما، فإن المتضرر الأكبر هي الكتلة الثانية التي ستجد منافسا لها قد خلقته بيدها”.
وشدد المحلل السياسي جمعة العطواني على “َضرورة بقاء قوى الاطار متماسكة الى النهاية ، فالخصوم يراهنون على تفكك القوى الشيعية لاعتبارات مختلفة”.
وفي الختام يؤكد مدير مركز الاتحاد للدراسات الاستراتيجية محمود الهاشمي ان “ذهاب الاطار بكامله معارضا، يلزم عدة ثوابت ان تبقى كتلة (الاطار) متماسكة ولاتخضع للاغراءات، وان يكون له قيادة موحدة”.
وبين ان “(الخصم) سيعمل على توجيه ملفات فساد بحق شخصيات بالاطار ولابد من التحضير ذلك”.
واوضح ان “الاطار سيمر بمرحلة من المواجهة مع (الخصوم ) في بداية العمل البرلماني وعليه تحمل ذلك ثم الاجهاز على الخصم وعدم الوقوع بـ(الاستفزاز )!”.
ونوه الهاشمي الى ان “خيار الخروج من العملية السياسية يحتاج لتهيئة الشارع بالشكل الذي يكون جاهزا للتظاهر والاحتجاج”.
واشار الى ان “التيار يعاني من (غربة) في مجتمعه الشيعي وعدم انسجام بين القيادة والقاعدة ،ناهيك عن قلق القيادة من الدخول في مصير مجهول الهوية”.