بقلم // علي عنبر السعدي
ليس من هواة متابعة كلام السياسيين ، خاصة قادة الأحزاب والقوى المختلفة – اطاراً وتياراً – ، لأن معظم كلامهم يشعرك بالخيبة ،فترثي لحالك وللعراق معاً ،أما عن التابعين والمحازبين أو المقربين منهم ، فينتهكون صبرك وكل ماهو انساني فيك ، خاصة اولئك المغرقون في تعصبهم وانغلاقهم ،فحين يصدف وتسمعهم ،تتساءل ان كان هؤلاء يصدقون فعلاً مايقولون ، او انهم انطلاقاً من مقولة : ارفع حسك تنل ثواباً وتوصية -عند القائد – ؟ ويعمم هاتفك عند مقدمي البرامج ،وهوب ، تصبح معروفاً بين ربع ليلة ونصف ضحاها .
ليلة أمس ، قرأت اعلاناً في موقع (الشرقية ) عن لقاء مع الخزعلي أمين عام العصائب ، وتحته صف طويييييل من التعليقات والشتائم ، التي تلصق به شتى الاتهامات (جايجي – ذيل – ولائي – عميل – الخ ) وذهب كثير من اصحاب التعليقات ، الى انه حرام وجريمة ان يقارن ب((سيد مقتدى )) فأين الثرى من الثريا – رغم ان أحد لم يقارن بين الاثنين -سواهم .
هذا الهجوم على الرجل ،مصحوباً بكميات حقد هائلة ، جعلتني انتظر اللقاء ، واحضره كاملاً ، وابّانه كنت اقارن بين الرجلين ،باستحضار تلك المواقف – وبعيداً عم القصدية المسبقة ،فماذا لاحظت ؟؟.
الشيخ الأمين كما يسميه مناصروه – وعلى طريقة مها الدوري في وصف مقتدى – شاب وسيم الملامح طلق اللسان ،بسيط في التعامل ،مبتسم غالباً ،واثق من نفسه ومما يقوله ، لم يسجل عليه تناقضاً في المواقف ، ولامجاملات لأحد ، ولا اطلق تغريداته ونشر الكراهية والاتهامات ضد خصومه أو المختلفين معه ، كما انه لم يرث زعامة أو جاهاً من عائلة أو أب وبالتالي فهو ممن يقال عنهم (عصامي) ،يحمل درجة الماجستير ويجيد الانكليزية ببراعة – كما ذكر بنفسه – وفوق ذلك ،فهو مقاتل ضد الاحتلال ، اعتقل سنتين وتمت مقايضته بقائد امريكي ،وعند التصدي لداعش ،حمل بندقيته وسار مع المقاتلين ، وهو يتباهى بأنه (شروكَي ) وهذه حالة تكاد معدومة بين السياسيين عموما ،والقادة منه بشكل خاص .
كانت اجوبته في اللقاء – الذي تناوب عليه ثلاثة من مقدمي البرامج في الشرقية – واضحة دقيقة ،وصريحة ، واللقاء ممتع بشكل عام ، لم يتخلله توتر ،ولا نظرات شزرة وكلمات غاضبة ، ولا اتهامات متقابلة (*) وقد أكملت اللقاء حتى لحاظته الأخيرة ،وحاولت اقناع نفسي لمقارنة عادلة وموضوعية ، بين الرجلين ،فوجدت ودون الكثير من التحفظ ، ان المقارنة تميل لصالح (الشيخ الأمين ) على حساب (السيد القائد ) في نقاط عديدة ، ترى ذلك ان كنت من المتمتعين بحرية قرارهم وموضوعيتهم ،دون استلاب ودون احكام مسبقة ، وذلك هو الفارق بين نفوس بناء ونفوس فناء .
(*) لم اقابل الرجل شخصياً ،سوى مرة واحدة عام 2017 ، ولم اره بعدها أبداً ..