بقلم // ماجد الشويلي
حتى أعداؤه يقرون له بالعظمة والبسالة في الدفاع عن الاسلام وشريعته المقدسة،
ولا أظن أن أحداً ما يشك بعبقريته الفذة
،ونتاجه الفكري المذهل.
فمن ذا الذي تسول له نفسه النيل أو القدح بما أفاضت به قريحة السيد محمد باقر الصدر من علوم ومعارف ونظريات أصيلة.
إلا أن الكلام والغمز واللمز يناله من جهة واحدة فحسب ؛ هي تأييده للثورة الاسلامية المباركة وقائدها الخميني العظيم .
والغريب أن جملة من محبي الشهيد الصدر (رض)ومن المتباهين به والمتبجحين على غيرهم بالانتماء إليه. يتشاطرون مع من أعدم الشهيد الصدر رفضهم لموقفه الواضح والشجاع بتأييد الثورة الاسلامية ودعمها.
أما البعث المقبور فلم يتمكن بكل ما أوتي من إمكانيات وقدرة على تسخير الاقلام المرتزقة من المفكرين والمبدعين
أن يفند نظرية واحدة للشهيد الصدر، أو ينتقد أطروحة من أطاريحه.
وكذلك بعض محبيه لايكاد يخلو لهم كتاب من الاستشهاد بآراءه ولاخطبة أو حديث دون العطف على أبداعاته.
لكن حينما يصل الأمر لموقفه من الجمهورية الإسلامية يعترضون عليه ويختلفون معه .
فهم يريدون محمد باقر الصدر طبقاً لمشتهياتهم ، وما وافق منه رغباتهم وذائقتهم أخذوا به ، وما خالفها وقاطعها مجوه ولفظوه.
كما كان يفعل بعض المسلمين مع القرآن (والقياس مع الفارق). فما وافق منه مصالحهم تبنوه ولعلعوا به في المحافل والمجالس و(الدواوين)
وما خالف مصالحهم أعرضوا عنه.
وهو أمر مذموم يتنافى مع روح الإنتماء والولاء .
فإن كانت مخالفة الشهيد الصدر بموقفه من الجمهورية الاسلامية ناجمة عن تخطئة له في هذا المورد ، فما الذي يمنع أن يكون الصدر قد أخطأ في الموارد الأخرى سياسية وغير سياسية.
وكما يقال ((إذا ورد الاحتمال بطل الاستدلال))
علماً أنني أعتقد أن القراءة الصحيحة للشهيد العظيم محمد باقر الصدر (رض)ينبغي أن تكون من حيث انتهى ، والا ستكون قراءة مشوشة على أقل التقادير.