مركز دراسات إيراني يقرأ .. أهداف ومجالات اجتماع “النقب”

كنوز ميديا / تقارير/ متابعات

كان للمشاركون في “اجتماع النقب” أهداف متفاوتة جدًا؛ وذلك بدلًا من المباحثات لتقليل الخلافات للحد الأدنى. والواقع أن: “البحرين، ومصر، وإسرائيل، والمغرب، والإمارات”؛ تبدي استياءً من السياسات الأميركية تجاه “إيران” والإمتيازات المحتملة التي قد تحصل عليها “طهران” نتيجة المفاوضات النووية؛ بحسب “سيد حامد حسيني”؛ في تحليله الذي نشره موقع (مركز الشرق الأوسط للبحوث العلمية والدراسات الإستراتيجية) الإيراني..
بالإضافة إلى الغضب من ضعف الإلتزام الأمني الأميركي تجاه شركاءها في الشرق الأوسط؛ ونية إدارة “جو بايدن”، للحد من تعاملاتها في المنطقة.
أهداف متباينة واستفادات أطراف مختلفة..
وقد استفادت “مصر” من هذا الاجتماع لإعلان حيادتها في الحرب الأوكرانية وإطلاع الدبلوماسي الأميركي على أهمية علاقاتها الإستراتيجية مع “روسيا”.
من جهة أخرى؛ كان “آنتوني بلينكن”؛ وزير الخارجية الأميركي، يهدف للحصول على دعم الشرق الأوسط مواقف “الولايات المتحدة” تجاه “روسيا” والمصالح الأميركية الحيوية بشأن السيطرة على أسعار الطاقة العالمية. والتقليل في الوقت نفسه من أهمية الإمتيازات الأميركية؛ لـ”الجمهورية الايرانية”، وطرح “القضية الفلسطينية” من جديد. والواقع أنه شدد ونظيره المصري؛ على أهمية استئناف مفاوضات السلام بين “إسرائيل” و”فلسطين”.
المصالح الأميركية..
وإنعقد “اجتماع النقب” في ظل توتر العلاقات الأميركية مع عدد من حلفاءها بالخليج؛ (لاسيما السعودية والإمارات)، بسبب إعلان حيادها إزاء الأزمة الأوكرانية، ورفض مطالب “واشنطن” بشأن رفع مستوى الإنتاج النفطي بغرض زيادة الضغوط على الجانب الروسي.
وقد غلب البرود على العلاقات الأميركية مع “السعودية” و”الإمارات”؛ منذ وصول الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، إلى السلطة؛ الذي لا يميل إلى إقامة علاقات مع ولي العهد السعودي؛ بسبب ملف “جمال خاشقجي”.
علاوة على ذلك، حذفت “الولايات المتحدة”؛ جماعة (الحوثي)، عن قائمة التنظيمات الإرهابية، وتغاضت عن الدعم العسكري لـ”الرياض” في حربها ضد “الحوثيين”. كذلك تعتزم حال إحياء “الاتفاق النووي”؛ حذف (الحرس الثوري) عن قائمة التنظيمات الإرهابية كذلك.
والمحتمل أن مشاركة؛ “بلينكن”، في اجتماعات “النقب”، كانت تهدف إلى عكس هذا المسار الذي أفضى إلى تدهور وضع “الولايات المتحدة”؛ في المنطقة. كذلك أبدت الأطراف العربية القلق إزاء تركيز إدارة “بايدن” على “آسيا”.

على سبيل المثال؛ تراجعت العلاقات “الأميركية-الإماراتية”؛ بشدة خلال الأشهر الأخيرة؛ حتى أن “أبوظبي” رفضت التصديق في “مجلس الأمن” على قرار يُدين “روسيا” بعد حربها على “أوكرانيا”. ولذلك يمكن القول إن مسار تغيير السياسات الأميركية ومشاركة؛ “بلينكن”، في “النقب”، كان سببًا في تقليل مخاوف الأطراف العربية نسبيًا.
والواقع؛ فقد استفاد وزراء خارجية: “البحرين وإسرائيل والإمارات”، من المؤتمر الصحافي الختامي، في تأكيد أن “إيران” ماتزال أكبر مخاوفها الأمنية، والتعبير عن الاستياء من مرونة إدارة “بايدن” تجاه “إيران”.
الخلاصة..
مشاركة وزراء الخارجية العرب في اجتماع نظمته “إسرائيل”، يؤكد حقيقة أن التطبيع العربي مع “إسرائيل” لم يُعد يتعلق باتفاقية السلام بين “إسرائيل” و”فلسطين” وحل الدولتين.
وينظر المشاركون العرب بـ”اجتماع النقب”؛ إلى “إسرائيل” من عدة أوجه، الأول: باعتبارها حليف محتمل في الترتيبات الأمنية الإقليمية التي تستهدف إحتواء الصراعات القائمة ومواجهة النفوذ الإيراني المتنامي، لاسيما بعد تراجع الدور الأميركي في المنطقة.
ثانيًا: باعتبارها شريك ذو أولوية؛ فيما يخص تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية. ثالثًا: مزيج من كلاهما.
ويمكن التأكيد بشكل كبير أن “إسرائيل” لم تُحقق؛ من خلال اجتماعات “النقب”، أهدافها الأساسية؛ والتي تشمل تطوير الاتحاد والتحالف مع “الإمارات والبحرين”.
فإن إنعقاد مثل هذه الاجتماعات يُمثل إنجازًا سياسيًا ودبلوماسيًا لـ”الكيان الإسرائيلي”، لاسيما وأنها إنعقدت في محل ميلاد ونشأة؛ “ديفيد بن غوريون”، أول رئيس وزراء لـ”الكيان الصهيوني” ومؤسس الجيش الإسرائيلي.
لكن الواضح أنه وبالتوازي مع المساعي والجهود الإسرائيلية للتورية على النقاشات الإقليمية عن طريق التطبيع والاتحاد مع بعض الدول العربية. لكن الإصرار الفلسطيني على المقاومة إزاء الجهود الإسرائيلية يُزيد من شرعية الآمال والطموحات الفلسطينية.
وعليه؛ وبالنظر إلى استمرار اليأس إزاء المساعي الرامية للبحث عن حلول سياسية لـ”القضية الفلسطينية”، فإن استمرار المشروع الإسرائيلي وجهود الاتحاد مع بعض الدول العربية قد يُفضي إلى صراع جديد وشامل قد يُهدد كل الحسابات.
والسؤال: هل يزيد تأثير الحرب الأوكرانية و”العقوبات الغربية” ضد “روسيا”، من التقارب الأميركي مع الحلفاء في الشرق الأوسط، واتجاه إدارة “بايدن” لتدعيم سياساتها في المنطقة مجددًا ؟.. الإجابة ما تزال غامضة حتى الآن.
لكن المقطوع به هو استياء “إسرائيل” والدول العربية المشاركة في اجتماعات “النقب”؛ من دور “الولايات المتحدة” في الشرق الأوسط؛ وبخاصة في القطاعات الأمنية. والأهم هو تأكيد استعداد هذه الأطراف للكشف عن مسارات جديدة مستقبل لا تكون فيها “الولايات المتحدة” الضامن الأساس والأخير للأمن في المنطقة، مع احتمالات عدم تدخل القوى الكبرى المعروفة في الترتيبات الأمنية للشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى