كنوز ميديا / تقارير
تواصل القوات التركية عملياتها العسكرية في شمال العراق والتي عرفت بـ”قفل المخلب” لاستهداف عمق المحافظات الشمالية، بذريعة مواجهة حزب العمال الكردستاني وعناصره، لكنها لم تستثنِ القرى والمدن الكردية، حيث تعرض العديد من مساكن المدنيين في محافظة دهوك الى ضربات صاروخية ومدفعية خلفت أضراراً جسيمة.
وأظهر مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي أضرارا بالغة لحقت في منزل بقرية (هرور) الحدودية بعد سقوط قذيفة مدفعية تركية في باحته.
وتجاوزت تلك الضربات خطوط تواجد قوات الـ”pkk “، لتصل الى أطراف الموصل وتحديداً في قضاء بعشيقة -شمال شرق مدينة الموصل-، إذ أكدت مصادر أمنية مطلعة تعرض مواقع عسكرية تابعة للحشد الشعبي، الى قصف من قبل طائرات مسيرة تركية.
وذكر المصدر، أنه “في ساعات مبكرة، من صباح أمس الثلاثاء، شنت مسيرتان، قصفاً جوياً استهدف مقراً للحشد الشعبي في ناحية بعشيقة، وأضاف المصدر أن “الهجوم أسفر عن وقوع إصابات بين صفوف عناصر الحشد الشعبي إضافة إلى تدمير عجلات عسكرية داخل المعسكر”.
وسبق أن استهدفت طائرة مسيرة تركية ثكنة عسكرية تابعة لقوات الحشد الشعبي في منطقة زمار، الواقعة في سهول غرب أربيل، شمال شرق الموصل، وكشفت برقية أمنية آنذاك أن الطائرة انسحبت الى إقليم كردستان حيث معسكر “زليكان” الذي تتواجد فيه القوات التركية منذ سنوات عدة، وبعلم حكومتي المركز والإقليم.
وجاءت سلسلة الهجمات منذ فجر الإثنين من الأسبوع الماضي عندما أعلنت أنقرة بدء عملية عسكرية واسعة شمال العراق، قالت إنها تستهدف مقاتلي “حزب العمال الكردستاني”، وهو ما يأتي بعد ساعات على لقاء جمع رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتؤشر تلك الضربات بأن “جغرافية” الاستهداف التركي للأراضي العراقية تجاوزت حدود الإقليم ووصلت الى تخوم الموصل، كما أن المواقع المستهدفة انتقلت من حزب العمال الكردستاني الى قوات الحشد الشعبي، الامر الذي يفسره مراقبون بأنه تطور “خطير” في لغة الاستهداف، قد يشي بمخطط أخطر تنوي أنقرة تنفيذه شمال العراق في الايام المقبلة.
ولم تبرح الرئاسة التركية عن التلويح علانية بطموحاتها في الشمال، إذ أظهرت صوراً تم تداولها في الإعلام ولأكثر من مرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وهو يقف أمام خريطة تظهر المحافظات الشمالية العراقية ضمن حدود الاراضي التركية.
ومن المزمع أن تنتهي معاهدة المئة عام –لوزان- (1923-2023) التي وقعها الحلفاء المنتصرون في الحرب العالمية الاولى مع الجمعية الوطنية التركية الكبرى، والتي بموجبها رسمت حدود تركيا واقتطعت أجزاءً واسعة منها كانت تسيطر عليها إبَّانَ الاحتلال العثماني لعدد من المناطق بضمنها المحافظات العراقية الشمالية.
ويقول المحلل السياسي قاسم العبودي إن “قادة الصهاينة وباتفاق مع تركيًا وموافقة كردية أقدموا على احتلال شمال العراق عبر الجيش التركي الذي يستخدم ورقة حزب العمال الكردستاني لابتزاز القادة الأكراد”.
وبين العبودي أن “دخول القوات العسكرية التركية له أهداف عدة، من ضمنها التسابق لمعالجة مخرجات اتفاقية لوزان التي توشك على الانتهاء”، مبيناً أن “ذلك التحرك العسكري هو لبعث تطمينات تركية إسرائيلية لانفصال الشمال وإقامة دولة الحلم وذلك عبر اعتراف الكيان وأنقرة بدولة كردستان القادمة”.
وأشار الى أن “تلك التطمينات هي التي تفسر، مواقف القادة الكرد “، موضحاً أن ” الإقليم لا يرجع للحكومة المركزية العراقية سوى في الميزانية السنوية ، ومنحة الـ 200 مليار دينار التي تمنح شهريًا على حساب الوسط والجنوب الذي يعاني الفقر والفاقة”.
ونوه الى أن “تواجد القوات التركية في الشمال، يأتي كذلك لقطع طريق الحرير فيما إذا تم وذلك عبر الهيمنة التركية والصهيونية على معبر سنجار”.