بقلم// السيد محمد الطالقاني
اثارني مقطعا صوتيا لاحدهم وهو يقدح بانصار الامام الحسين عليه السلام, ويصفهم بوصف لايليق بمكانتهم مع الاسف ,لذا لزاما علي ومن الواجب الملقاة على عاتقي, كتبت هذه السطور وفاءا لاولئك الذين غيروا مسار التاريخ من انصار الامام الحسين عليه السلام حيث رسموا للاجيال طريق الحرية وهيهات منا الذلة.
كان الفقيه الشيخ حبيب بن مظاهر صاحب ولاء ومبدأ وايمان صلب, وهو من اصحاب رسول الله (ص) وتشرف بخدمته وسمع منه احاديث كثيرة.
وقد أجمع اهل السير على ان الامام علي (ع) صحبه في حروبه كلها الجمل وصفين والنهروان , وكان من خاصته, وحملة علومه التي لا يطلعها امير المؤمنين (ع) ألا على خاصته.
لقد كان للشيخ حبيب موقفا بطوليا مع مسلم بن عقيل (ع) عندما وصل الى الكوفة وكان من ابرز انصاره وأعوانه, وكان يجوب الكوفة لاخذ البيعة للامام الحسين عليه السلام.
وقد حصل هذا الشيخ الصحابي على وسامين, الاول من رسول الله (ص) حين قبّله بين عينيه وهو صغير قائلا للقوم: أنا احبه لحبه لولدي الحسين عليه السلام ولقد اخبرني جبرائيل انه يكون من أنصاره.
والوسام الثاني من الإمام الحسين عليه السلام عندما كتب اليه رسالة وخاطبه بالقول انك ذو غيرة وشيمة.
كان حبيب, عابد, وورع, وتقي ومراعياً لحدود الله تعالى، وحافظاً للقرآن الكريم، حيث كان يختمه في كل ليلة من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر.
وفي معركة كربلاء يعتبر من السبعين رجلا الذين نصروا الامام الحسين (ع) , وصبروا على البلاء, ولقوا جبال الحديد, واستقبلوا الرماح بصدورهم, والسيوف بوجوههم، وهم يُعرض عليهم الأمان والأموال فيأبون، ويقولون لا عذر لنا عند رسول الله (ص) إن قتل الحسين ومنا عين تطرف حتى استشهدوا بين يدي امامهم ليخلدهم التاريخ مدى الدهر.
لقد عبدت هذه النخبة الطيبة من انصار الامام الحسين (ع) طريقاً للملايين من الاحرار في العالم ، حيث اخذوا يتنافسون في كل عصر لتقديم الأرواح والأموال من أجل استمرار رسالة الحسين عليه السلام، والالتحاق بركب أصحابه الذين أصبحوا قدوات صالحة للأجيال .