كنوز ميديا / تقارير
نشط حراك عصابات داعش الاجرامية بشكل لافت للنظر في الايام القليلة الماضية، لاسيما في محافظات “ديالى، الانبار، صلاح الدين”، حيث كثفت فلول الجماعات الاجرامية من عملياتها العسكرية التي استهدفت القوات الامنية والحشد الشعبي، لاسيما في قاطع ديالى الذي ارتفع فيه منسوب التعرضات بشكل لافت.
وقوبلت تلك العمليات الاجرامية التي اُطلق عليها “غزوة رمضان”، بضربات موجعة، وجهتها القطعات الامنية بكل صنوفها في عملية “الإرادة الصلبة” التي انطلقت بمرحلتين ولازالت مستمرة، حيث ألحقت خسائر كبيرة بفلول داعش عبر تدمير المغارات التي يستخدموها للتنقل وضبط أكداس عتاد ومعامل صناعة عبوات ناسفة ومضافات لإيواء الإرهابيين.
وتنتقل فلول عصابات داعش الاجرامية من الاراضي السورية عبر استغلال الثغرات في القائم، الى عمق الاراضي العراقية، وتوجه أصابع الاتهام الى الجانب الامريكي في عملية تسهيل ونقل تلك العصابات من سوريا الى العراق.
وهذا ما أكده القيادي في تحالف الفتح عدي عبد الهادي بقوله: إن “طائرات الشينوك الامريكية تنتقل من سوريا الى العراق، بحرية تامة، في مسارات تنتشر بها خلايا داعش الاجرمي “.
وأضاف، أنه “لا يستبعد أن تكون تلك الطائرات على علاقة مباشرة بالخروقات الامنية التي ضربت ثلاث محافظات، مشدداً على ضرورة تحديد حركة الطائرات الامريكية في الاجواء العراقية ومنعها من أن تؤدي أدوارا مشبوهة تساهم بالخروقات الامنية”.
ونوه على “ضرورة السعي لإخراج القوات الامريكية من العراق، لأنه سيؤدي الى نتائج إيجابية في المشهد الامني”.
ولم تكن الادارة الامريكية غائبة عن المشهد الامني العراقي، منذ الايام الاولى لدخولها للاحتلال، فهي سعت وغذت واحتضنت الجماعات الاجرامية، وأخذت تحرك بيادق الارهاب وفقاً لما يخدم مصالحها، ويضمن بقاء قواتها في العراق.
ويأتي التحدي الامني في تلك المحافظات بالتزامن مع حالة الانسداد السياسي التي حالت دون تشكيل الحكومة الجديدة، منذ ما يقارب الستة أشهر على إجراء الانتخابات المبكرة، وفشل التدخلات الأمريكية بفرض إرادتها في رسم ملامح الحكومة المقبلة التي دفعتها الى استخدام ورقة الارهاب وسيلة للضغط بحسب ما يؤكد مراقبون للشأن السياسي والامني.
ويرى المحلل السياسي يونس الكعبي في تصريح أن “عصابات داعش الاجرامية، فتحت جبهة كركوك وديالى وبمعدل أربعة تعرضات في كل قاطع لتقليل الضغط على عملية الإرادة الصلبة في الانبار”.
وأوضح الكعبي أن “من يقود معركة عصابات داعش الاجرامية، هي جهات تشرف على العمليات من الجو بوضوح كونها تحرك بيادق عناصرها بطرق ذكية”.
وأشار الى أن “الطيران الامريكي لم يكن له أي دور استخباري أو هجومي في مواجهة تلك العصابات وإنما الكعس فأصابع الاتهام توجه له”، مبيناً أن الجهة التي أثبتت فعاليتها بمعركة الجو هو طيران الجيش والقوة الجوية العراقية”.
وبين أن “محافظة الانبار وعلى الرغم من انخفاض التعرضات بها طوال فترة ٢٠٢٢ و ٢٠٢١ مقارنة في ديالى و كركوك، إلا أنها اُثبتت الاخطر وأن العدو هو الذي لا يريد حرق المنطقة عسكريا لأمور منها الحفاظ على خط الامداد مع سوريا، وظهر هذا واضحا بعد تعرضات الرطبة و معبر طريبيل وقطع الطريق الدولي في هيت”.
يشار الى أن خلية الاعلام الأمني، كانت قد أعلنت عن نتائج عمليات الإرادة الصلبة في مرحلتها الثانية ، والتي تمخضت عن تنفيذ 3 عمليات إنزال جوي والعثور على 12 وكرا و22 عبوة ناسفة ومخبأ وراية لداعش و28 قنبرة هاون مختلفة ومنزل مفخخ كما تم تدمير 3 نقاط رصد والعثور على مواد طبية مختلفة ودراجة نارية مفخخة وبندقية Ak وزورق، كما تم إلقاء القبض على 3 مطلوبين.