بقلم // محمد فخري المولى
العقلُ‮ ‬البشريُّ‮ ‬هو الموردُ‮ ‬الأهمُّ‮ ‬والذي‮ ‬تتسابقُ‮ ‬المنظماتُ‮ ‬والدولُ‮ ‬لاستثمارهِ‮ ‬وتنميتهِ‮ ‬وصولاً‮ ‬للإبداعِ‮ ‬والابتكارِ‮ ‬والاستدامةِ‮ ‬والاعتناءِ‮ ‬بكلِّ‮ ‬ما‮ ‬يتنجُ‮ ‬عنه من أفكارٍ‮ ‬ورؤى لتكونَ‮ ‬هي‮ ‬القولُ‮ ‬الفصلُ‮ ‬في‮ ‬استدامةِ‮ ‬العائدِ‮ ‬الماديِّ‮ ‬والمعنويِّ‮ ‬والحضاريِّ‮ .
الاحدث التي رافقت تشييع فقيد العراق مظفر النواب لايرتقي لاسم العراق وحضارة وادي الرافدين فمن غير الائق بل من المُعيب بحق كل المسميات وبحق الثقافة العراقية بل بحق كل رموزنا وذاكرتنا ان تُعكر صفو المراسيم بهذه الطريقة والاسلوب .
الجميع يعلم ان هناك قصور وامتعاض من الاداء الحكومي ومن كل المسؤولين بمختلف السلطات وتجاوز الامر لمقت العمليه السياسية برمتها ولا يخفى على المطلع وغيره ان الانتخابات البرلمانيّة الاخيره كانت نسبة المشاركة تقريبا 20٪ ولولا المتوسط الحسابي لما ارتفعت النسبة العامة .
لذا نحن امام مشهد غاضب وناقم من انعكاسات الاخفاق الحكومي على الشارع غلا بالاسعار وفرص عمل تكاد تكون معدومة وخصوصا للشباب مع عدم وضوح المستقبل .
المسؤولين الذي حضرو مراسم النشيبع بغض النظر عن الاتفاق او الاختلاف معهم ، لكن ما حدث هو إستخدام خاطئ لحدث كبير لا يتكرر في تاريخ الشعوب كثيرا .
مظفر النواب رمز وطني يرتبط بالجميع ، وكان يجب أن يمر تشييعه بهدوء وصمت ومهابة تليق بحدث وفاته الذي ضج به العالم العربي بهذا المصاب الجلل .
دقائق بطريقة غريبة عكست فوضى حقيقية نعيشها وهو ما نسميه الشيخوخة الفكرية التي وصلت للشباب .
الشيخوخة الفكرية يمكن ان نتقبلها من القادة والسياسين والمُنظرين لانهم وصلو لدرجة يصعب عليهم النزول من بروجهم العاجية وهو ما تسبب بكل الانسدادات السياسية منذ فترة طويلة الى الان ، لكن عندما يصل الامر للشباب والجيل الصاعد فنحن بقمة الانسداد الفكري نتيجة الشيخوخة الفكرية .
الامتعاض لا يخفى على المسؤول والمواطن البسيط على حد سواء واظهاره او اخفائه موجود سواء كان بجنازة المظفر او اي حدث اخر لانه واقع حال داخلي يجب الاعتراف به .
لكن عندما ينظر العالم كله للتشيبع فاعتقد لافته هنا او ملصق هناك كتب عليه احتراما لجنازة المظفر نتقبل وجودكم يامن تدعون الاخلاص للوطن او نريد وطن بلا الم ومعاناة يحتضن المظفر او لاجل عيون الراحل كضمنا غيضنا منكم يا…. او او او ؟ .
هذه العبارات لو كانت حاضرة سيكون صداها اوسع بل ستكون اوصلت رسالة الشباب والجيل الصاعد اولا ثم جميع المواطنين ثانيا عكس ما قُدم .
أتمنى أن نضع ثوابت وطنية نلتزم بها مثل كل الدول المحترمة التي تحترم افرادها احياء واموات ، لتكون الرسالة المهمة ان مثل هذه المناسبات يفترض أن تبقى خالصة بعيدة عن السياسة والسياسين .
السياسة لها ميادينها وتشييع رمز عراقي وعربي كبير مثل النواب كان يجب أن يبقى حدثا رمزيا مهيبا ، انه شيء مؤسف وسيعكس صورة سيئة عن العراق أمام العالم وخصوصا عن الشباب .
اما الخلاصة لكل الجهاز التنفيذي والتشريعي والرئاسات يجب ان تنظرو بعيون المواطن البسيط وتعيدو حساباتكم فالمواطن ضاق ضرعا من ادارتكم الخاطئة التي ثمارها الاخفاق بكل المجالات .
الديمقراطية والحرية المسؤولة وهذا يحتاج الى جهود واجراءات كبيرة وكثيرة لتعزيز مفهوم الديمقراطية ، التي تواجه تحدي كبير في العراق وذلك بسبب عدم فهم الجماهير للديمقراطية الحقيقية .
لا ننسى ان نقدم الشكر للاستاذ الجنابي والغزي لاستلالنا كلمات مما كتبوه .
لنختم بحادثة لكم تقييمها تروبها الكاتبة عالية طالب .
مظفر النواب وشهادة اخر راتب !!!
قبل سنوات ناقشنا في اجتماع المجلس المركزي طلبنا من الحكومة العراقية بتخصيص راتب تقاعدي للشاعر المظفر لكنهم طلبوا شهادة اخر راتب وان يحضر شخصيا ويقدم طلب عودة للعمل اولا !
ثم اعتذروا لان اضبارته مفقودة توقف اجتماعنا امام هذا الرد الحكومي وقتها !
بالمناسبة هل وجدوا اضبارته الان وهم يتباكون عليه ؟.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here