كنوز ميديا / تقارير

يقترب الحزبان الكرديان الرئيسيان من بلورة تفاهم جديد قد يُفضي خلال أيام، إلى تكتل كردي واحد يمضي بالعملية السياسية خطوة إلى الأمام، نحو المضي بالاستحقاق الدستوري الثاني المتمثل بتمرير رئاسة الجمهورية.
وعلى ما يبدو فإن الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة بافل طالباني، توصلا إلى أرضية مشتركة لفتح الانسداد السياسي الحاصل في العراق، برمته وإقليم كردستان على وجه الخصوص.
وأجرى رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني يوم الأحد الماضي، زيارة إلى محافظة السليمانية معقل الاتحاد الوطني الكردستاني، في محاولة للملمة شتات البيت الكردي.
وصرّح بارزاني من السليمانية بأنه تم التوصل إلى أرضية لحل أزمة الانسداد السياسي الحاصل في الإقليم والعراق كافة، معلناً في الوقت نفسه عن إيقاف الحملات الإعلامية بين الحزبين الرئيسيين في الإقليم.
وقال بارزاني خلال مشاركته في تخرج الدفعة السادسة عشرة من خريجي طلبة الكلية العسكرية الثالثة – قلاجولان، التي جرت الأحد في مدينة السليمانية بحضور الرئيس المشترك للاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني، إنه “ما زلنا متواصلين مع الأطراف في العراق وإقليم كردستان لمعالجة الانسداد السياسي الحاصل”.
وجاءت زيارة نيجرفان بارزاني إلى السليمانية في ظل خلاف حاد بين الحزبين الكرديين، بشأن منصب رئيس الجمهورية. ففي الوقت الذي يصر الاتحاد على مرشحه للمنصب وهو الرئيس الحالي الدكتور برهم صالح، فإن الديمقراطي كان قد رشح وزير الخارجية الأسبق هوشيار زيباري للمنصب. وبعد إقصاء هوشيار زيباري من قبل المحكمة الاتحادية، رشح بارزاني وزير داخلية الإقليم ريبر أحمد، لكن التحالف الثلاثي الذي يقوده زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وينتمي إليه الحزب الديمقراطي فشل في تمرير مرشحه للمنصب عبر ثلاث جلسات برلمانية، بسبب عدم تمكنه من جمع أغلبية الثلثين اللازمة للتصويت لمنصب الرئيس.
وتسبب الخلاف الكردي – الكردي في أزمة سياسية حادة كون عدم التوافق على مرشح كردي واحد للمنصب حال دون إمكانية تشكيل الكتلة الأكثر عددًا داخل البرلمان، التي ترشح رئيسًا للوزراء.
وعن ذلك تقول عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني أشواق الجاف إن “المبادرات السياسية التي طرحت خلال الآونة الأخيرة لم تنجح في إيجاد أرضية خصبة للحوار بين الفرقاء”، معتبرة أن “الكرد لا يريدون حدوث تأزم في البيت الشيعي، ولذلك فإن على القوى الشيعية وضع خارطة سياسية للمرحلة المقبلة”.
وكشفت الجاف عن مبادرة سياسية يعتزم رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، طرحها خلال الفترة المقبلة لـ”ترطيب الأجواء السياسية بين الفرقاء”، مبينة أن “الكرد مازالوا ينتظرون اتفاق القوى الشيعية للمضي بالعملية السياسية”.
ويأتي ذلك بعد أيام من ظهور الممثلة الأممية جينين بلاسخارت يوم الثلاثاء الماضي، لتقدّم إحاطة أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن تقرير الأمين العام الأخير حول يونامي وآخر التطورات في العراق.
وتضمنت الإحاطة تدخلاً عميقًا في صلب العملية السياسية، واتهامات شعواء قادتها ضد قوى رئيسية تعد العمود الفقري للنظام السياسي الحالي.
وأفادت: “حتى الآن، يؤيد القادة السياسيون فكرة الحوار أو خوض جولة أُخرى من المفاوضات. لكن هل هناك الاستعداد اللازم لتقديم تنازلات؟ إنه غائب بشكل مؤلم. إذا قمتم بزيارة لأي من الأسواق سيخبركم العراقيون: أن المصلحة الوطنية -هذه المرة أيضا- تتراجع لصالح الاعتبارات قصيرة النظر والرامية للسيطرة على الموارد ولعبة السلطة”.
ويرى مراقبون للشأن السياسي، أن حديث بلاسخارت ينطوي على “تدخل صارخ” في الشأن العراقي، و”تحريض مبطن” تهدف من خلاله إلى تأليب الرأي العام وتأجيج الشارع مجددًا.
وبين هذا وذاك، هناك من يرى أن الإحاطة التي قدمتها الممثلة الأممية، تأتي بوصفها مقدمة لـ”الخطة B”، بعد أن نجحت في “تمرير المخطط الأول الذي تمثّل بتزوير الانتخابات البرلمانية المبكّرة”.
وما تزال تداعيات الأزمة السياسية تتفاقم يومًا بعد آخر، في ظل “التعنّت” و”التشنّج” السياسي الذي تبديه أطراف التحالف الثلاثي، وما نتج عنه من تعطيل العملية السياسية وتوقف إجراءات تشكيل الحكومة، بسبب “الفشل المتراكم” الذي مُنيت به تلك الأطراف في تحقيق “مشروعها الاستحواذي”، على حد وصف خصوم هذا التحالف المشكّل برعاية إقليمية.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here