بقلم // أحمد الحسيني

قبل أيام إنطلقت في البصرة فعاليات مؤتمر تحالف عشائر ثورة العشرين الثانية (الأول) الذي شمل عشائر الفرات الأوسط ومدن الجنوب وكان بحق محطة هامة يجب التوقف عندها والإشادة بها للأسباب التالية:
١. ناقش المؤتمر الأوضاع الجارية في العراق بوعي تام وشعور عالي بالمسؤولية.
٢. والمؤتمر محاولة جادة لأن تأخذ العشيرة دورها التاريخي المشرف من جديد في الحدث السياسي والإجتماعي والثقافي.
٣. وقد عكس صورة إيجابية لمواقف العشائر العراقية الأصيلة بالإلتفاف حول المرجعية الدينية المباركة.
٤. كما يعد هذا المؤتمر النوعي غير المسبوق خطوة جادة لأن تتجاوز عشائرنا الكريمة خلافاتها -التي تحدث في بعض الأحيان- وتتحد في مواقف وطنية خالصة.

إن تاريخ عشائرنا حافل بالمآثر والمناقب المشرفة فهذه العشائر هي المقاومة الإسلامية الأولى للمحتل الحديث عام (١٩١٤) وهي تستجيب لفتوى المرجعية الدينية أبان الإحتلال البريطاني وكذلك وهي تعلن الثورة على هذا المحتل الغاشم عام (١٩٢٠)، وكانت العشيرة بقيمها وما تحمل من أعراف وتقاليد سامية تمثل نقطة إرتكاز هامة في المجتمع العراقي لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال ويأتي مؤتمر تحالف عشائر ثورة العشرين الثانية (الأول) ليؤكد هذه الحقيقة ويرسخ وجودها في المجتمع سيما وإن المؤتمر أكد على نقاط هامة جدا منها ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة دائمة بدلا من حكومة تصريف الأعمال التي لا تعبر عن إرادة العراقيين وهي غير قادرة على تحقيق آمالهم وتطلعاتهم.

إن المؤتمر شدد على وجوب تشكيل حكومة دائمية بدلا من حكومة تصريف الأعمال تكون قادرة على معالجة مشاكل العراقيين وتوفير ما يحتاجونه من خدمات ومن إحتياجات ضرورية أخرى عجزت حكومة تصريف الأعمال (حكومة الكاظمي منتهية الصلاحية) عن تحقيقها، ونحن نعلم إن لصوت العشيرة أثره البالغ على الجميع وهو يمثل صوت الشارع الحقيقي المعبر عن رغباته لذا سيكون لهذا المؤتمر تأثير إيجابي إذا استمرت المطالبات بهذا الشكل الواعي والحريص الذي يدرك مصلحة العراقيين ويسعى جادا لتحقيقها.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here