كنوز ميديا / تقارير / متابعات
أكدت مصادر مطلعة ان بغداد وجهت ضربة قاتلة لبارزاني باوامر استدعاء قضائية صادرة عن المحكمة التجارية الاتحادية لشركات النفط العاملة في كردستان بالمثول أمام القضاء يوم 5 يونيو/ حزبران القادم، على خلفية تمردها على قرار المحكمة الاتحادية العليا بشان نفط وغاز كردستان.
ولفتت تلك المصادر أن وزارة النفط بعثت أيضا برسائل لتلك الشركات تهددها برفع دعاوى قضائية لدى المحاكم الدولية في حال عدم مثولها للفضاء الاتحادي في بغداد، وهو الامر الذي أثار فزع رئاسة الاقليم من خسارة عائدات اكثر من 900 الف برميل نفط يوميا تدخل عائداتها بجيوب عائلة البارزاني وحزبه، ودفعها لتحركات داخلية وخارجية للضغط على بغداد.ت
وتفيد المصادر الى ان إجراءات وزارة النفط بحق بارزاني أغضبت السيد مقتدى الصدر، ودفعت كتلته البرلمانية وكتلة الديمقراطي الكردستاني الى تحركات محمومة لاستجواب الوزير ومحاولة إقالته، في نفس الوقت الذي انطلقت المنصات الاعلامية الالكترونية للتيار الصدري بحملة تسقيط واسعة للمحكمة العليا والقضاء الاتحادي بتهمة “تسييس القضاء” وربطه ب”المليشيات” وتحريض الشارع ضده، بالتزامن مع ما بثته القناة الرسمية “العراقية”، في محاولة لتبرير موقف بارزاني الرافض لقرار المحكمة الاتحادية، وانقاذه من مازقه، باعتباره القطب الاقوى في التحالف الثلاثي.
من جهة أخرى، تؤكد مصادر رسمية ان بغداد بدأت تتعرض لضغوط من عدة دول اوروبية- أشدها بريطانيا- لوقف إجراءاتها بشان نفط كردستان، وقام السفير البريطاني “مارك برايسون” بجولات مكوكية الأسبوع الماضي مع اطراف مختلفة، لم تخل من تهديدات مبطنة من أن “بغداد ستدفع ثمن موقفها باهضا”.. حيث ان مسرور بارزاني خلال زيارته لندن يوم 20 أبريل/ نيسان الماضي أبرم اتفاقا على بيع غاز كردستان الى بريطانيا لتعويض الغاز الروسي، وتم ذلك بتنسيق سفير العراق السيد جعفر الصدر “مرشح الصدر لرئاسة الحكومة”.. كما بعث برسائل خلال الاسبوعين الماضيبن الى عدة دول أوروبية مبديا استعداده لتعويض نقص الطاقة الروسية، محاولا كسب موقفها بجانبه ضد بغداد.
ويعتقد بارزاني وبقية اطراف التحالف الثلاثي ان الإطار وبعض المستقلين هم وراء تحريك ملفات نفط كردستان وزجها بهذا المازق، وان تحول المحكمة الاتحادية الى “عصا تاديب” لبارزاني وردع لكل سلوك خارج الدستور، يمثل خطرا جسيما لا يمكن التخلص منه بغير تفجير “الفوضى الخلاقة”، وهو مشروع “الانقلاب السياسي” القادم الذي يجري العمل عليه حاليا باسم ثورة الجياع والبطالة والخريجين.. وهو قادم لا محالة.