بقلم // السيد محمد الطالقاني
تعتبر امامة الإمام الجواد عليه السلام, والنهوض باعباء الامة اولا, واعباء الموالين لال البيت عليهم السلام ثانيا, أعجوبة لم تعهدها الأمة الإسلامية, وذلك حين نهض بأعباء الإمامة وعمره تسع سنوات.
وهنا اثبت عليه السلام تخطي القوانين الطبيعية في قيادته للامة من خلال تجسيد ظاهرة الامامة في سن مبكرة, حيث اتبع اسلوب الحوارات العلمية التي دارت بينه وبين علماء المسلمين في المجالس العامة لحكام عصره, وكان بارعا في رده على الأسئلة الموجّهة إليه, بحيث كان يتم الحجة عليهم متحديا اولئك الذين كانوا يعتبرون الرصيد العلمي, والخلفية الثقافية والشرعية للسلطة الحاكمة انذاك.
لقد لعب الامام الجواد عليه السلام دورا مهما في بناء المرجعية العلمية لاهل البيت عليهم السلام بين المسلمين , حيث وفق بين المهام والمسؤوليات لمنصب الامامة من جهة, وبين تحقيق الانجازات العلمية والاجتماعية من جهة اخرى, بالرغم من صغر سنه, في ظل موجات عارمة من الفتن والاضطرابات في الداخل والخارج , شملت عموم المسلمين, وذلك في عهد المامون والمعتصم, وهي الفترة التي رافقت حياة الامام الجواد عليه السلام حيث الحروب الطاحنة ومقتل الأمين ، وسياسة المأمون ونزعاته واتجاهاته.
لذا كان للامام الجواد عليه السلام دورا مهما وحيويا في ترسيخ العقائد الإسلامية والدفاع عنها, وتصحيح معتقدات الناس, ومواجهة التيارات المنحرفة, والبدع المفتعلة في الساحة الاسلامية, والتي كان للسلطة الحاكمة دورا في تاجيجها وافتعالها،وصرفوامن اجل ذلك الأموال الطائلة في سبيل وضعها ونشر ها وذلك لبلوغ أهدافهم السياسية والمحافظة على أركان ملكهم واستمرار تسلطهم غير المشروع على الخلافة الإسلامية.
ان اهمال الامة وعدم الاهتمام بها, والانشغال بامور الرياسة والزعامة فقط هي احدى الاخطاء التي نراها اليوم مع الاسف عند المتصدين للحكم في العراق, هذا الامر الذي جعل الامة تبتعد عن حكامها, وتشمئز من وجودهم في الحكم , لذا ونحن اليوم نحي ذكرى شهادة الامام الجواد عليه السلام في ظل العراق الجديد حيث زوال الفراعنة والطواغيت عن حكم العراق, في عهد لم يشهد له التاريخ مطلقا من حيث الحرية المطلقة بكل انواعها, يجب على الحكومة ان تعيد حساباتها مع الشعب وتعيد الثقة اليه من خلال الايثار والتضحية ونكران الذات .