كنوز ميديا / متابعات
بعد أقل من ساعة من تقديم ممثلة الامم المتحدة جينين بلاسخارت إحاطتها لمجلس الامن، نجح السيد مقتدى الصدر وبدهاء ملفت في خطف زمام المبادرة وقلب الطاولة على الاطار، بتقديم الشكر للسيدة بلاسخارت وشرح مضامين مغايرة لحقيقة ماورد في خطابها، والايحاء للرأي العام ان المجتمع الدولي يدعم موقف التيار واطروحاته، بالعكس تماما من الحقيقة.
فالسيد الصدر يدرك أن ساحة الرأي العام بما فيها وسائل الاعلام لن تكلف خاطرها للاستماع للنص الكامل لكلمات الجلسة، ولا بذلك الوعي الذي يفهم المعاني الدقيقة لما قيل ويستوحي المقصد، ولا الاطار بذلك الذكاء في استثمار الفرص، فكانت سرعة رده تؤكد أنه كان يتوقع بقوة ان المجتمع الدولي لن يكون في صفه، وسيعزز موقف الاخرين، لذلك كان جاهزا لخطف الفرصة.
نستعرض هنا بتأني ماورد في تقرير السيدة بلاسخارت، لنضع الرأي العام امام حقيقة الموقف الدولي:
1- طالبت ب(الامتثال للدستور والديمقراطية).. وهذا بالضد من موقف التيار الذي يعتمد على تثوير الشارع بفرض ارادته.
2- طالبت ب(عدم اعاقة مؤسسات الدولة).. وتلك إدانة لاقتحام التيار للخضراء والبرلمان وتعطيله.
3- دعت الى (حكومة فاعلة من اجل الخدمات والامن ومكافحة الفساد).. وهو نفس مايقوله الاطار ويرفضه التيار.
4- قالت: (بلغت الامور ذروتها في 29 اغسطس ووقف البلد على شفير الفوضى العارمة)… فادانت بذلك اقتحام التيار للخضراء وتفجير المواجهات المسلحة.
5- قالت: (استانف البرلمان جلسته وسط تدابير امنية لم تمنع المناوشات. لا شيء يبرر العنف)…. وتلك يقصد بها تظاهرات التيار يوم انعقاد الجلسة بانها غير مبررة.
6- (شهدت البصرة مناوشات مكثفة)… وهي اشارة لهجمات مجاميع من التيار على القصور الرئاسية التي تضم الحشد.
7- تحدثت عن مظاهرات السبت 10/1 وقالت: (العناصر المخربة كانت في الشوارع)… فوصفت جمهور التيار المتظاهر بالمخربين.
8- قالت: نؤكد (دعمنا الحوار برعاية الكاظمي ويجب ان تشارك كل الاطراف).. وكان التيار هو المقاطع الوحيد لهذا الحوار.
9- اكدت: (النفوذ الحقيقي عندما يقبل الطرف الاخر نفوذ الاخرين)… وهذا نفس اتهام اطار للتيار بمحاولة الاقصاء.
10- اكدت: (يجب على كل القادة ان ينخرطوا بالحوار، واؤكد كل القادة) …. المعني به هو السيد مقتدى الصدر الذي يرفض الحوار.
11- دعت الى (حوار صادق ورغبة بالتسوية) و(تشكيل حكومة فاعلة هو خطوة للخروج من الازمة)… وهو مايطالب به الاطار “تسوية لتشكيل حكومة” فيما يرفضها التيار.
12- قالت: (ليس هناك اي قائد بمناى عن الفساد)… اشارة الى ان الفساد ليس حصريا بالاطار وانما الكل حتى التيار وبقية المكونات.
13- قالت: (لم نتمكن من تاكيد قدرة يونامي على المساعدة في انتخابات جديدة، ويستوحب طلب حكومي بذلك للمجلس)… يكشف عن تردد الامم المتحدة بموقفها تجاه الانتخابات الجديدة.
14- تساءلت: (ماهي الضمانات بان الانتخابات الجديدة لن تكون بدون جدوى مرة أخرى، وكيف سيقتنع المواطن بجدوى التصويت، وماهي الضمانات للمجتمع الدولي ليدعم الانتخابات).. وهذا يؤكد ترددها، كذلك سعيها لايجاد ميثاق شرف وطني توقعه القوى المختلفة.
15- اكدت على ضرورة (ايجاد رغبة بالتوافق والتسوية وقبول كل طرف بنفوذ الآخر).. وهذا يدعم الدعوة للتسوية والتوافق ورفض الاقصاء.
16- قالت: (القصف التركي والايراني أفعال رعناء لها عواقب مدمرة يجب ان يوضع له حد وعقاب).. وهذا يدعم السيادة العراقية ويعزز الموقف الرسمي.
ورغم ان التيار كان معنيا باغلب ماورد بالتقرير، لكن تغابي الاطار عن تأييد ما اوردته السيدة بلاسخارت، واستثمار مضمونه الحقيقي سياسيا واعلاميا، منح التيار فرصة قلب الطاولة عليه وإظهاره بموقف المدان دوليا من خلال بيان السيد الصدر الذي تمت صياغته وتوقيته بدهاء سياسي ملفت.