كنوز ميديا / تقارير

ديالى العراق المصغر فسيفساء الوطن الملونة بأطياف الشعب العراقي لما تضمه من قومياته وأطيافه وأعراقه كافة، تتعرض الى أحداث أمنية مستمرة خلال الاسابيع الماضية، راح ضحيتها العشرات من أبناء العشائر في مختلف القرى والمناطق التابعة للمحافظة ، الامر الذي دق ناقوس الخطر وأنذر بحرب لا يُحمد عقباها قد تشتعل في أي لحظة وتعيد المشهد الطائفي والصراع العشائري الى حقبة 2006 ، ودفع ذلك الحكومة الى التحرك السريع لضبط الامن ومسك الارض ومنع أي طرف من العبث بأمن هذه الخاصرة المهمة الوطن .
أكثر من 30 شهيدا سقطوا في المحافظة خلال الاسابيع الماضية، وذلك عبر اشتباكات مسلحة وتفجير عبوات ناسفة، في حين لم تُعرف الجهات المنفذة لهذه العمليات، وبقي الامر ضبابيا رغم تشكيل العديد من اللجان الامنية التنفيذية والنيابية وتوافد القادة الامنين والسياسيين الى المحافظة، مما يبدو أن قضية ديالى يشوبها غموض وأيادٍ خفية تحاول أن تثير النعرات الطائفية واستخدامها كورقة تعرقل العمل الحكومي وتستهدف الاستقرار الامني والسياسي.
مراقبون رأوا أن الصراع عشائري بحت والتصفيات التي حصلت هي ثأرية ولا تخلو من وجود مخططات إرهابية تستغل تلك الخلافات والنزاعات.
ويرى الخبير الامني صفاء الاعسم في تصريح له أن “محافظة ديالى تعد من المحافظات القلقة أمنياً وذلك لعدة أسباب في مقدمتها وقوعها على شريط جبال حمرين المنطقة الخطرة”، مبينا أن “التنوع في المحافظة يضم جميع الاطياف والقوميات، حيث هناك قرى سنية وأخرى شيعية وقرى يسكنها الأكراد الفيليون، وبعضها يقطنها الأكراد من بقية العشائر “.
وأشار الى أن “السبب الاخر هو وجود عصابات داعش الارهابية كأفراد من العراقيين وليس الأجانب، لأن نسبة الدواعش الاجانب في البلاد انحسرت جدا ولا تعدو 5% من الفلول المتبقية “، كاشفا عن ” قيام عصابات داعش بإغراء الشباب من أبناء العشائر بالأموال مستغلة العوز المادي وانعدام فرص العمل مما أدى الى تجنيد عدد من الافراد المنحرفين لتنفيذ هكذا عمليات داخل المحافظة “.
وتابع أن “بُعد مركز المدن عن القرى المنتشرة في المحافظة يعد سببا مهما للضعف الامني وعدم توزيع ونشر القوات الامنية بطريقة تفرض السيطرة التامة ، حيث هناك قرى تبعد عن مراكز المدن والاقضية والنواحي بنحو 50 كيلومترا وهذا يصعب السيطرة عليه “.
وكان القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني قد وجه، بإرسال تعزيزات عسكرية وأمنية إلى محافظة ديالى، فيما أمهل القادة الأمنيين أسبوعين لبسط القانون في المحافظة، مؤكدا أن “الملف الامني في عموم العراق يحظى باهتمام بالغ من قبل الحكومة، باعتباره أساساً للاستقرار الاجتماعي والاقتصادي”، مشدداً على “رفضه النهايات السائبة في الملف الأمني، وأن تأخذ السياقات القانونية مجراها مع المتورطين بتعكير صفو الأمن ومرتكبي الجرائم في ديالى”.
ووفقاً لتقارير أمنية لقوات الشرطة في مدينة بعقوبة، أنّ 8 عراقيين بينهم نساء وأطفال قُتلوا، وأُصيب اثنان آخران من عائلة واحدة، عندما استهدف مسلحون بهجوم مزدوج منزلاً وسيارة تستقلها عائلة من أقرباء زعيم قبلي بارز في مدينة المقدادية شرقي المحافظة، أدت إلى مقتل ثمانية وجرح اثنين آخرين.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here