الحلبوسي يهرب من شبح الإقصاء الى الحضن السعودي

كنوز ميديا / تقارير

بعد ان استعرت نيران الإقالة ووصلت القوى السياسية الى انهاء وجوده السياسي، لجأ رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي الى أجنداته ومموليه وداعميه، ليلوذ بهم من حريق الخصوم، الحلبوسي في زيارته الى السعودية في الوقت الذي ينتظر الشعب العراقي اقرار القوانين المهمة في مقدمتها الموازنة، فيها تهاون وتنصل عن مسؤوليته كرئيس سلطة تشريعية، وهروبه من صراعات سياسية أقحم نفسه فيها، بسبب جشع السلطة وطمع الاستحواذ على مناصب الحكومات المحلية، والسيطرة على المحافظات الغربية.
وتأتي زيارة الحلبوسي الى السعودية في توقيتات غير موفقة، اذ يتطلب منه التواجد تحت قبة البرلمان، لا السعي الى استجداء الدعم الدولي والإقليمي، لتثبيت موقفه الضعيف الذي بات يهدد وجوده في العملية السياسية وكرئيس لمجلس النواب، بعد اتساع فجوة الخلاف بينه وبين القوى السياسية السُنية من جهة، وبين القوى السياسية المشكلة لائتلاف قوى الدولة من جهة أخرى.
أوساط شعبية وسياسية واسعة، انتقدت هذه الزيارة كونها تندرج في إطار ادخال أجندات وفتح باب التدخلات الخارجية وليس فقط زيارة لتعضيد العلاقات الدولية والإقليمية، كون رئيس البرلمان عرف بتوظيف واستغلال المنصب لمصالحه الشخصية، ولجلب الدعم لوجوده السياسي الذي بات مهدداً نتيجة سياسته الطائشة وتخبطه في ادارة البرلمان، وفي التعامل مع القوى السياسية، وسعيه للاستحواذ على المناصب والمغانم وحماية مشاريعه وإبعاد طائلة القانون عن ملفات الفساد التي تورّط بها .
المحلل السياسي صباح العكيلي، وفي تصريح رأى، ان “تغيير الحلبوسي واقصاءه من منصبه، بات أمراً حتمياً، ولن يعدو عن ان يكون مسألة وقت”، وأشار الى ان ارادة القوى السياسية في تغيير الحلبوسي، بدأت من البيت السُني نتيجة هيمنته على القرار، وسوء الأداء، واتساع دائرة الخصومة بينه وبين الفرقاء السياسيين”.
وتابع، ان “محاولة الحلبوسي طلب الحماية والدعم من الفاعل الخارجي، أمر فيه اساءة للسلطة التشريعية وللعراق”، مبينا ان “الحلبوسي سيلجأ بعد السعودية الى الامارات وتركيا”.
وأضاف، ان “محاولات الحلبوسي لن تجدي نفعاً، خصوصا ان العلاقات العراقية السعودية عادت على وفق احترام البلدين بعدم التدخل في الشأن الداخلي، خصوصا ان منصب رئيس البرلمان للمكون السُني وهو من ينادي بتغييره”.
وكان رئيس مجلس النواب قد أقدم على منح نفسه اجازة لمدة 15 يوما مع وصول قانون الموازنة العامة الى البرلمان الذي يحدد مصير البلد وقوت الناس، الأمر الذي لاقى استهجاناً شعبياً وسياسياً كونه يندرج في إطار الضغط السياسي على الحكومة، من أجل تمرير فقرات في الموازنة تخدم الحلبوسي.
وكان السياسي المستقل سعد المطلبي قد اتهم الحلبوسي بمحاولة ادخال السعودية في الشأن الداخلي بعد محاصرته سياسياً من قبل القوى المختلفة، مبيناً ان الحلبوسي شرع في إثارة الفتنة الطائفية لخلط الأوراق، وأشار الى ان “أهم ما يشغل السياسيين والشارع اليوم هو الإسراع بإقرار قانون الموازنة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى