تَارِيخُ مِيلَادِ الْاسْلَامِ

بقلم/قَاسِمُ ال مَاضِي

نَفَرَ الْحَجَّاجُ مِنْ حَجِّهِمْ وَاقْتَرَبَ الْمَوْعِدُ الَّذِي اتِّمَامُ الدِّينِ وَأُكْمَلَ فِيهِ دُسْتُورَ الرَّبِّ وَالْحُجَّةِ الْعُظْمَى عَلَى اهْلِ الدِّينَا: “مَنْ كُنْتُ نَبِيَّهُ فَهَذَا عَلِيًّا وَلِيُّهُ”… وَكُلُّ مَنْ حَجَّ سَمِعَ وَعَرَفَ وَعَاهَدَ عَلَى الطَّاعَةِ وَتَسَاوَتْ الْوُجُوهُ وَبَايَعَتْ الَايْدِي وَاخْتَلَفَتْ الْقُلُوبُ .. هَذَا اوْلُ يَوْمٍ تَبْدَأُ فِيهِ ايِّدَاعُ الْامَانَةِ وَنَقْضَ الْعَهْدِ وَنَمَتْ فِيهِ بَرَاعِمِ الْخِيَانِهِ وَهَذَا يَوْمٌ اعْلِنَتْ الْقُلُوبُ عَنْ حَسَدٍ وَبُغْضٍ وَعِصْيَانٍ وَبَعْدَ أَيَّامٍ تُعْلَنُ الْالسِّنُّ وَتَعْقُبُهَا الَايَدِي وَكُلُّ مَا جَرَى مِنْ تَارِيخٍ فِي هَدْمِ الْاسْلَامِ بَدْءٌ بِتِلْكَ الْقُلُوبِ الْعَاصِيَةِ الَّتِي اظْمَرَّتْ مِنْ قِبَلِ النِّفَاقِ وَالِاعْتِنَاقِ… بِخْ… بِخْ… اصْبِحْ رَفْضًا… بِخْ… بِخْ… أَصْبَحَتْ هِتْكًا… بِخْ… بِخٍّ… وَأَصْبَحَتْ قُتِلً.

إِذَا كَانَ لَابُدَّ مِنْ تَأْسِيسِ التَّارِيخِ لِلدِّينِ فَفِي الْغَدِيرِ تَارِيخِيَّةٌ وَبُزُوغِهِ لِأَنَّ الْأُمُورَ لَا تَتِمُّ الَا بِخَوَاتِهَا وَفِيهَا قَالَ احْمَدُ الْمُصْطَفَى (ص): “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ”

ايْ بَعْدَ مَا أَعْلَنَ الْوَصِيُّ وَالْوَلِيُّ

وَالَا كَيْفَ تَقْتَضِي حِكْمَةُ الْخَالِقِ انْ تُتْرُكُ الْامَّةُ الْاسْلَامَ فِي مَنْ هَبَّ الرِّيحَ؟ مِنْ دُونِ قَائِدٍ وَلِامْرِشِدِ

فَمَا مُعَنَّئُ الرَّسُولِ وَالرِّسَالَةِ اوْ يَكُونُ عَبَثًا مِنَ اللَّهِ حَاشَى وَجْهَهُ الْكَرِيمُ

اوْ يَكُونُ الرَّسُولُ قَدْ غَفَلَ الْوَصِيَّةَ بِالَامَةِ وَهُوَ يَأْمُرُ انْ مَنْ يُسَافِرُ سَفَرَ الدَّينَا يُوصِي اهْلَ بَيْتِهِ و رُبَّمَا لَا يَكُونُ بِالْبَيْتِ الَا زَوْجُهُ وَطِفْلٌ، مَالُكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ انَّ الْخَطَّ النَّاكِرَ ضَوْءُ الشَّمْسِ فِي وَضَحِ النَّهَارِ لَا يَسْتَطِيعُ انْ يَمْنَعُ شُعَاعَهَا فَهَاهِيَةُ شَمْسَكَ يَا عَلِيُّ تُشْرِقُ مِنْ كُلِّ ارْضٍ فِي كُلِّ ارْضٍ وَتَدُورُ بِالْفَلَاكِ اشْهَدِ انْ عَلِيًّا وَلِيُّ اللَّهِ بَعْدَ انْ فَشِلَتْ كُلُّ الِانْظِمَةِ الَّتِي ادَّعَتْ عِلْمَ بِغَيْرِ عِلْمِ الْوِلَايَةِ فَمِنْهُمْ مَنْ حَرّفَ حَتَّى قِيلَ انَّهُ خَرَفٌ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ الْعِبَادَ وَهَلَكَ الْحَرْثُ وَالنَّسْلُ بِدَعُوئِ دِينِ الْمُزَيفِ

وَمِنْهُمْ مَنْ رَفَضَ حَتَّى الدِّينَ بَعْدَ انْ تَمَكَّنَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ… فَالِانْحِرَافُ الَّذِي يَبْدُءُ الْيَوْمَ بِخُطْوَةٍ، .. غَدًا يَكُونُ بِمَيلٍ وَكُلُّ هَذَا الدَّمَارِ وَالْقَتْلُ التَّهِيَّةُ تَتَحَمَّلُهُ تِلْكَ الْقُلُوبُ الْعَاصِيَةُ النَّاكِرُ الْمُبْغِضَةُ لِنُورِ عَلِيٍّ وَالٍ عَلِيٍّ

وَتِلْكَ الضَّمَائِرُ الَّتِي أُسِّسَتْ لِذَلِكَ الْخَطِّ وَالْجَاحِدِ وَالْحَاسِدِ…

وَانَ الْبِلَادَ لَا يُعَمِّرُهَا الَا أَتْبَاعُ الْبَيْعَةِ وَالَارْضِ وَالْعَرْضُ لَا يُحَرَّرُ يَعُمُّهَا الِامْنُ الَا بِمَنْ اقَرَّ بِالْوِلَايَةِ… وَانَ الدِّينُ وَالتَّارِيخُ يَكْتُبُ بِأَحْرُفٍ اسْطُعْ مِنْ ضِيَاءِ الشَّمْسِ تَارِيخُكَ يَا عَلِيُّ رَغْمَ كُلِّ تِلْكَ الْمِحَنِ وَالْقَتْلِ وَالتَّشْرِيدِ وَالسُّجُونِ وَالْقَتْلُ عَلَى الشَّبَهِهِ هُوِيَّةُ الشِّيعِيِّ فِي كُلِّ مَكَانٍ

مِنْ حِبَالِ الْمَشَانِقِ وَفِي مَيَادِينِ الْقَتْلِ وَمِنْ هُتَافِ الْحَجِيجِ مِنَ الْيَمَنِ وَالْبَحْرَيْنِ وَالْهِنْدِ وَلُبْنَانَ وَايْرَانَ وَبَاكِسْتَانَ لِتَصِلَ الَى النَّجَفِ الَى ارْضِ الْغَرِي عِنْدَ ضَرِيحِكَ يَا كَرَّارُ…

اشْهَدُ انْ عَلِيًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى