كنوز ميديا / تقارير
تواصل أمريكا بفرض هيمنتها وسيطرتها على كل الجوانب المهمة في العراق، فلا تُبدي لسيادة بلاد الرافدين، أي اهتمام، وتضرب كل القوانين “عرض الحائط”، وأين ما يحلوا لها تضع قدمها، وتتحكم بالموقف.
الجانب الجديد، الذي سيطرت عليه الإدارة الأمريكية، تمثل بمنظومة الاتصالات العراقية، سواء كانت المحلية أو حتى العسكرية، فالتجسس على الشعب العراقي، متاح لها، والقدرة على متابعة الشخصيات المهمة، أمر بغاية البساطة.
وتمثل الاتصالات العسكرية، عصب الجيش وقلبه النابض وفق ما تؤكده ادبيات المؤسسات العسكرية، والتي أصبحت عنصراً رئيساً في تطوير قدراتها القتالية، ومنح القادة صورة دقيقة حيال مشهد ميدان المعركة.
الخبير الأمني العميد المتقاعد عدنان الكناني، كشف، طريقة سيطرة أمريكا على منظومة الاتصالات العراقية، فيما عد التحرر من القيود الأمريكية “أمرا صعبا”، أشار الى منظومات التحسس.
ويقول الكناني، في حديث له إن “منظومة الاتصالات الوطنية تسمى بالقيادة والسيطرة، والتي تعتبر من المنظومات المهمة والسيادية”، لافتاً الى أن “أمريكا مسيطرة الان على الاتصالات، وتمتلك برامج، تستطيع من خلال التنصت ومراقبة كل المشتركين”.
ويضيف، أن “هناك ما يسمى بـ(بصمات الصوت)، ومنظومة استخبارات الإشارة، بالإضافة الى وجود أماكن حُددت لمراقبتها، مثل في حال اردنا التحدث عن منطقة الجادرية، وسط بغداد، فالمنطقة تحدد كرقعة جغرافية، والنزول بتربيع معين، ومن خلاله يتم مراقبة أي اتصال سواء كان داخليا او خارجياً”.
ويوضح العميد المتقاعد، أن “بعض الشخصيات يتم استخراج بصمات أصواتهم، واي اتصال يرد منهم، سواء كان داخلاً أو خارجاً، يتحول الى المراقبة”، لافتاً الى “وجود منظومة (جي بي أس)، والتي تحدد تربيع وجودهم، وأين هم، بالإضافة الى أن أي اتصال أخر على بعد 300 متر أو اكثر، قد يكون خاضعا للمراقبة”.
ويبين الكناني، أن “منظومة القيادة والسيطرة امتلكتها الإدارة الأمريكية بالمباشر، أو عن طريق وسطاء من خلال شركات الاتصال كأن تكون شركة زين، او كورك، او حتى اسيا سيل”، مؤكداً أن “هذه المنظومة تحت المراقبة المجهرية الدقيقة”.
ويتابع حديثه، قائلا: “تحرر الاتصالات من القيود الأمريكية أمر صعب، وهذا ما يستوجب قيام الحكومة ببناء منظومة اتصالات جديدة، وتأمينها”.
“معرقلات مستمرة”
الولايات المتحدة، ومنذ 2003 ولغاية اليوم، لم يكفيها ما فعلت تجاه الشعب العراقي، بل اتجهت لضرب كل المخططات التي تصب بمصلحته، فإي اتفاقية تحاول بغداد التوقيع عليها، مع دولة غير أمريكا، ترى “الفشل” مسيطر عليها، والسبب واضح!.
بدوره، وجه عضو مجلس النواب، جاسم عطوان، اتهاماً لإدارة واشنطن بشأن عرقلة محاولة بناء منظومة اتصالات محلية – عسكرية في العراق، فيما بين موقف الحكومة.
ويقول عطوان، في حديث له، إن “هناك معرقلات وعوائق تضعها إدارة واشنطن امام محاولة العراق بناء منظومة اتصالات محلية أو عسكرية”، مؤكداً أن “الجانب الأمريكي دائما ما يحاول عرقلة أي اتفاقيات تصب بمصلحة العراق”.
ويلفت الى، أن “الحكومة الحالية خططت للتحرر، من كل الاتفاقيات الموقعة مع أميركا، والتي فرضت على العراق، بعد حرب الخليج، من ضمنها الخروج من البند السابع، وتحرير البلاد بشأن اختيار مصيره العسكري”، لافتاً الى أن “الحكومة تجاوزت هذا الخط، وعقدت اتفاقية مع دول بعيدة عن ضغوط واشنطن”.
ويتابع عضو مجلس النواب، أن “أهم الاتفاقيات التي عرقلتها واشنطن، تمثلت بتدخلها، باتفاقية السلاح الروسي، وكيف تدخلت بالإتفافية، وافشلت العقد”، مردفا بالقول: “ليس هناك قانوناً يمنع العراق من اختيار الأسلحة المناسبة له، من أي دولة كانت، للدفاع عن أراضيه”.
السيطرة الأمريكية لم تقف عند جوانب، محددة، بل أصبحت تفرض هيمنتها على قطاعات أبسط ما يقال عنها بـ”الحساسة” و “المهمة” للدولة العراقية، الا إنها لا تعترف لا بشعب رافض وجودها ولا حكومة تحاول الوقوف بوجهها، ولا حتى دولة لم تستقر يوماً بسببها.