كنوز ميديا / تقارير
منذ سبعة أيام، يعم الهدوء في قطاع غزة الذي عانى كثيرا من عدوان الكيان “المتوحش”، فعلى الرغم من التهديدات التي توعدت بها “إسرائيل”، والأساليب “الهمجية” التي استخدمتها ضد الأبرياء، الا أنها بالنهاية رضخت لشروط المقاومة الفلسطينية.
المقاومة الإسلامية، راهنت منذ اليوم الأول لطوفان الأقصى، على تحقيق أهداف معينة، وأحدها تمثل بعقد هدنة، وتحرير ما يمكن تحريره من الفئات الفلسطينية القابعة بسجون الصهاينة، وهذا ما حصلت عليه فعلا، حيث تمكنت الى هذه اللحظة، تحرير نسبة كبيرة جداً لاسيما من فئات الأطفال والنساء.
وفي وقت سابق من اليوم، أعلنت المقاومة الفلسطينية، تمديد الهدنة في غزة لليوم السابع على التوالي، قبيل مدة قصيرة من انتهائها، في الوقت الذي طلبت من قواتها العاملة البقاء على جاهزية قتالية عالية تحسبا لتجدد القتال في حال عدم تجديدها.
المختص بالشأن الصهيوني، والباحث السياسي الفلسطيني، أسماعيل مسلم، بين اعداد الأطفال والنساء الذين أطلق سراحهم خلال هدنة غزة، وفيما أكد أن “الهدنة الإنسانية” نجحت بإيقاف الحرب، أشار الى استراتيجية المقاومة الفلسطينية.
ويقول مسلم، في حديث له، إن “المسار الذي اتخذ منذ اليوم الأول للمعركة في غزة، تمثل بقدرة المقاومة الفلسطينية على تقديم المزيد من الأسرى المدنيين مقابل إطلاق سراح الأطفال والنساء الفلسطينيين، الموجودين بالسجون الصهيونية، والذين عددهم أصبح قليلاً”.
ويضيف، أن “عدد الأطفال والنساء الذين أطلق سراحهم خلال الهدنة بلغ قرابة 210، من أصل 300 تقريباً”، لافتاً الى أن “المقاومة الفلسطينية تعتبر تحرير هذه الفئات مقدمة لإيقاف الحرب”.
ويوضح المختص بالشأن الصهيوني، أن “الكيان الإسرائيلي لا يعرف اعداد الاسرى الموجودين لدى المقاومة، وكذلك الحال بالنسبة لجزء من أسماء الشخصيات المتواجدين في قطاع غزة، وهو ما يبلور تكتيك واستراتيجية المقاومة الفلسطينية”.
ويلفت مسلم الى، ان “المقاومة تقدم أسماء أربع فئات فقط، وهم كل من النساء والأطفال، بالإضافة الى الكبار بالسن، وكذلك مزدوجي الجنسية، من الدول الأوروبية”، مردفاً بالقول: “لا أحد يعلم تفاصيل حول ماذا تهدف المقاومة من هذه الاستراتيجية لغاية اللحظة”
ويتابع حديثه، قائلاً: “الهدن التي يتم الاتفاق عليها بين المقاومة والكيان، نجحت بإيقاف الحرب، والتهديدات التي تتوعد بها إسرائيل، أصبحت بمهب الريح”، مؤكداً أن “المقاومة نجحت لليوم السابع على التوالي رغم خطابات نتنياهو النارية”.
“استراحة محارب”
الظروف التي بها قطاع غزة خلال 45 يوماً مأساوية بمعنى الكلمة، إثر الهجوم “الشرس” الذي شنه الكيان الغاصب، واعداد الشهداء والجرحى، قدم دافعاً جديداً للمقاومة الفلسطينية، وهو ما جعلها تثبت على موقفها؛ لحين تحقيق المطالب، وهذا ما نالته فعلاً.
بدوره، وصف الأكاديمي والباحث السياسي اللبناني، نبيل سرور، الهدنة الإنسانية في غزة بمثابة بـ”استراحة محارب” بالنسبة للمقاومة الفلسطينية، فيما أكد عدم وجود أي تفاق مباشر بين المقاومة والكيان، توقع أن تؤدي الهدنة لإيقاف اطلاق النار.
ويذكر سرور، في حديث له إن “أي اتفاق مباشر بين المقاومة الإسلامية والكيان الصهيوني، حول الهدنة لا يوجد”، مبيناً أن “الاخبار المتداولة بشأن الاتفاق بين الاحتلال والمقاومة غير واقعية وليست صحيحة”.
ويلفت الى، أن “المقاومة الفلسطينية تعتبر أن أي يوم إضافي للهدنة يعطي للشعب الفلسطيني الفسحة وتنفس الصعداء بعد أيام طويلة من الحرب المتوحشة والدمار الي حل في القطاع نتيجة جرائم العدو الصهيوني”.
ويتابع السياسي اللبناني، أن “اليوم الإضافي الجديد للهدنة بمثابة منح حياة جديدة لأهلنا في غزة”، مشيرا الى ان “استمرار في الهدنة قد يؤسس اتفاقاً مستداماً لإيقاف إطلاق النار”.
ويؤكد سرور، أن “المقاومة الفلسطينية باستعداد تام على مستوى الحضور السياسي لأجراء الاتفاق على إيقاف إطلاق النار”، موكدا ان “المقاومة على جهوزية تامة لمواجهة أي فعل يشنه الكيان الصهيوني”.
ويبين، أن “الهدنة الإنسانية في غزة، بمثابة استراحة المحارب للمقاومة الفلسطينية الحالية لاسيما انها قد لا تطول”، متوقعاً “نشوب مواجهات جديدة في غزة؛ لان العدو الصهيوني لا يعرف الا لغة القوة الذي سيتلقاها من المقاومة الفلسطينية”.
المقاومة الفلسطينية استطاعت من خلال فرض هدنة على الكيان، وتحرير السجناء، اجتياز شوطا كبيراً من معركتها ضد الصهاينة، وهو ما يجعلها بموقف جيد خلال الفترة المقبلة لاسيما إنها تملك الكثير من أوراق الضغط، التي قد تجبر “إسرائيل” على إيقاف اطلاق النار بشكل كامل في غزة