بقلم/ كوثر العزاوي
مرة أخرى ومع ضراوة الاعتداءات الإسرائيلية في غزة لم تغفل أمريكا عن مواصلة شحذ همم كلابها من عصاباتها المأجورة أمثال داعش وطالبان وغيرهم من الحثالات المسعورة كي تنال من حياة الابرياء، وذلك لأرباك الوضع الامني في المنطقة والنيل من العدو الأول لها “الشيعة”وماهي عن دم علماء شيعة افغانستان بمنأى، فقد قامت أمس بعملية اغتيال لخمسة من ائمة مساجد الشيعة في مدينة هرات غرب أفغانستان، بينهم رئيس مجلس علماء الشيعة في محافظة هرات العلامة الشيخ “رجب علي أخلاقي”حيث استشهدوا في هجوم إرهابي استهدف حافلة صغيرة كانت تقلّهم، كما استشهد ثمانية مواطنين آخرين من الهزارة الشيعة كانوا في الحافلة التي تعرضت لوابل الرصاص في منطقة جبرئيلي في هرات ايضا عندما حاصر مسلحون سيارة العلماء الشهداء، وهم على متن دراجات نارية قاموا بإطلاق النار من رشاشاتهم من جميع الجهات مما أدى إلى استشهاد جميع ركاب الحافلة، ومن المؤسف أنّ مثل هكذا حدث لم يأخذ صداه في الاوساط الاسلامية الشعبية والجماهيرية وأخص بالذكر الشيعة منهم، ولطالما تعرّض الشيعة في هرات إلى هكذا هجمات عنيفة ومازالوا يتعرّضون من قبل الجماعات الإجرامية، وكما يبدو أن الشيطان الأكبر وحلفاؤه لم يتركوا فرصة إلّا وانتهزوها! فبينما العالَم مشغول بعملية طوفان الأقصى والمجازر الوحشية التي تمارسها اللقيطة إسرائيل في غزة، توكل لعملائها بتنفيذ المخطط الإجرامي بعيد المدى لضرب الأسلام بشكل عام وأتباع أهل البيت من الشيعة بشكل خاص، كما حصل اعتداء قبل يومين في محافظة ديالى على جمع من المواطنين أثناء حفل زفاف في منطقة المقدادية راح ضحيتها عدد من الأبرياء، ومما لاشك فيه فإن أمريكا وأذرعها السامّة الغادرة لم تفتأ تفتك وتحرّض وتنتهز الفرص في إرباك الوضع لتصفية حساباتها مع شعوب العالم الإسلامي فهي تتخبط في سياستها العدوانية من حيث تنوّع وسائل الحرب وأدواتها، فتارة تسعى لتأجيج لهيب الحرب الناعمة، وتلهب الحرب الصلبة تارة أخرى، كما تفعل اليوم في العراق منطلِقة من وكر سفارتها الموبوءة التي تعيث في الأرض فسادا، بدءًا من استدراج الشباب وجرّهم إلى الانحراف بهدف طمس الهوية ونسف منظومة القيم الإسلامية، مرورًا بجرائم الغدر بحق فصائل المقاومة العراقية المرابطة في سوح المواجهة، وانتهاءًا بالتدخل في شؤون الدولة العراقية وحشْر أنفها في كل صغيرة وكبيرة في جوانب سياسية ونظامية، الهدف منها صياغة دولة تقوم تحت هيمنة امريكية تلائم مصالحها، للحيلولة
دون ظهور عراق قوي مستقر متآلف وفي ذلك مآرب اخرى لاتروق لها ولأذنابها في الداخل، في الوقت الذي يثبت العراق قوة قراره في كل مكان سيما تضامنه وتأييده لعملية طوفان الاقصى التي أحدثت صدمة غير مسبوقة، مما جعلت الشعوب العربية والإسلامية والغربية تعلن وبكل ثقة تضامنها ومشاركتها مشاعر وآلام الفلسطينين وبالخصوص أهل غزة الصامدة الصابرة، وهذا ما جعل أمريكا تستشيط غضبا لِما رأت من سخط الشعوب العربية والغربية على إسرائيل وحلفائها ولعل مايبعث الأمل بانّ الله القوي سيأتي بنصره الأكيد القريب للمستضعفين.
{وَاللُه يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} آل عمران ١٣