بقلم/ إنتصار الماهود
المخدرات الوجه الآخر للإرهاب، ذلك القاتل الصامت، الذي يفتك بمجتمعنا وشبابنا دون أن نعلم، قصص وحكايات كثيرة سمعتها،( مراهق يسرق من والدته، من أجل أن يشتري المخدرات بسبب أصدقاء السوء، الذين جعلوه يدمنها /أب يعنف أولاده و زوجته، وتتدهور حالته النفسية، بسبب الإدمان الذي غيب عقله /مراهقة أرادت أن تخوض تجربة تحدي، فأدمنت و أضاعت مستقبلها)، والكثير الكثير من الحكايا التي يشيب لها الرأس.
هذه الآفة المدمرة التي فتكت بالمجتمع في السنوات الأخيرة، ماذا تعرف عنها؟ ما هي انواعها؟ وما أسباب تعاطيها؟ وما هي طرق علاجها؟ والتخلص منها وهل هنالك عقوبات رادعة، فرضت على من يتاجر ويروج ويدمنها؟ لنتكلم عن ذلك تباعا.
أولاً:
تعرف المخدرات أنها كل مادة طبيعية، أو مصنعة من شأنها إن أستخدمت لغير الأغراض الطبية، أو الصناعية الموجهة تؤدي إلى فقدان كلي، أو جزئي للإدراك بصفة مؤقتة، حسب نوع المخدر وكميته، بحيث يصبح الإنسان معتمدا عليها بشكل كلي، ونشاطها يشل الجهاز العصبي، وقد تؤدي حالات التعاطي والإدمان الى الوفاة.
إنتشر إستعمال المخدرات في السنوات الأخيرة، وتحول العراق من مجرد ممر لتهريبها، للدول المجاورة الى مستهلك لها.
ثانيا:
هذه هي أكثر الانواع تداولا في العراق:
1. الكوكايين cocaine
2. الهيرويين oxycodene
3. الكريستال أو الميثامفيتامين methamphetamine
4.الحشيشة marijuana
5. حبوب الكبتاغون Amthetamine
6.الترامادول Taramadul
7. الافيون Morphine
8. الاكستازي
9. مضادات الإكتآب Tricyclic antidepressants
10. شراب السعال
11. حبوب الهلوسة phencyclidin
12. البنزوديازبين Alprozolam
13. ميثادون Methadon
14. بارابيتورات وهي مواد منومة
15. قطرات العين.
ثالثا:
أسباب إنتشار تعاطي المخدرات:
1.الفقر والبطالة وإنتشار الأمية، خاصة في المناطق العشوائية والفقيرة.
2. التفكك الأسري، وغياب الرقابة الأبوية وقلة التوعية.
3. رفاق السوء وتأثيرهم بالذات على شريحة المراهقين.
4. حب المغامرة وتجربة الاشياء الجديدة والتحدي.
5. الجهل بأخطار إدمان المخدرات.
رابعا:
أهم الأعراض التي تظهر على المدمن:
1. تغيير نمط حياته بصورة مفاجئة.
2. تدني المستوى الحياتي سواء كان علميّا أم وظيفيا.
3. تقلب المزاج والإهمال للنظافة و المظهر الخارجي.
4. شرود الذهن وفقدان الإدراك.
5. الإنعزال والإنطوائية.
6. فقدان الوزن وإنعدام الشهية والشعور بالمرض المستمر.
7. تكرار نوبات الغضب والتوتر لأتفه الاسباب.
8. تطور مراحل إنتكاسة المدمن لتصل، الى مرحلة إيذاء النفس وإيذاء المقربين من حولهم، حتى تصل درجة الانتحار أو القتل.
خامسا:
أهم الطرق لعلاج الإدمان، والحد من إنتشار المخدرات:
لمنع إنتشار المخدرات، هنالك عدة نقاط يجب أن نحددها لتتم معالجتها وهي:
1. منع دخول هذه السموم للبلاد، من خلال تشديد الرقابة على المنافذ الحدودية، ومعرفة وسائل تهريبها ومنع تصنيعها في الداخل، من خلال متابعة الأجهزة الامنية الرقابية.
2. توفير مصحات لعلاج المدمنين والمتعاطين، فهم الحلقة الأضعف والاسهل، السيطرة عليها في سلسلة، تبدأ بالمصنع والتاجر ثم الناقل فالمدمن وأخيرا المتعاطي، وقد شرعت الحكومة العراقية، وبإشراف مباشر من وزارتي الداخلية والصحة، بإنشاء مراكز لعلاج الادمان في عدة محافظات هي،( بغداد، البصرة، النجف، كربلاء المقدسة، النجف الاشرف، نينوى، الأنبار، كركوك).
3. تعديل قانون مكافحة المخدرات العراقي، وفرض عقوبات رادعة قاسية، بحق المدانين الذين ثبتت إدانتهم، خاصة المصنع والتاجر والمروج، فحسب قانون المخدرات والمواد التالية التي تنص على:
*المادة 27 يحكم بالإعدام من تاجر بالمخدرات، وفي الواقع قلما سمعنا عن تجار مخدرات، تم تطبيق هذا القانون بحقهم.
* المادة 28 حكم المؤبد الى 15 سنة، بحق المروج والحائز وهي عقوبة غير كافية، بالنسبة للفعل المرتكب.
*المادة 32 الحكم من 6 أشهر الى سنة، وغرامة تتراوح من 3 إلى 5 مليون دينار، بحق المتعاطي فقط.
*المادة 40 عدم إقامة دعوى جزائية ضد المتعاطي، الذي يلجأ طواعية الى المستشفيات لعلاج نفسه والتخلص من الإدمان.
4. إجراء الفحوصات الدورية الخاصة بالمخدرات للموظفين والطلاب.
5. القيام بحملات توعوية خاصة بمخاطر المخدرات، في المدارس والجامعات والمناطق العشوائية.
** أدناه أكثر الأصناف تداولا، في المحافظات العراقية والتي صنفت، كأكثر محافظات أنتشرت بها المخدرات:
* البصرة ( كريستال، حشيشة، حب الترامادول).
*ذي قار ( كريستال، كبتاغون، حشيشة، ترامادول).
* بغداد ( كريستال، كبتاغون، الحبوب الوردية، الافيون لكن بنسبة قليلة لإرتفاع ثمنه).
*ديالى ( الأفيون).
* الأنبار ( كريستال، كبتاغون).
* هنا يأتي السؤال الأهم، من أين تأتي هذه الكميات الكبيرة، والتي قدرت في العام الحالي المحرزة، والتي تم إتلافها حوالي 15 طن، تعتبر تجارة المخدرات رغم خطورتها وعدم شرعيتها، من أربح وأسرع التجارات لتوفير الربح السريع، وكل دول الجوار ومنها العراق وتركيا، الاردن، السعودية، إيران، السعودية دول أمريكا اللاتينية، أفغانستان، كوريا وهي عبارة عن شبكة من التجار والكارتلات العملاقة، ذات النفوذ القوي مرتبطين مع بعضهم البعض، حول العالم وتحاول الحكومات بشتى الطرق، من أجل منع تهريب المخدرات عبر حدودها، والقضاء على إستهلاكها.
إن التخلص من هذه الآفة، يحتاج الى جهود جبارة فهي حرب لا تقل خطورة عن حرب العراق، ضد داعش بل هي أخطر، فالعدو هنا صامت ومتخفي في داخل منازلنا ينخرها نخرا دون أن نشعر.
لقد سعت وزارة الداخلية مشكورة، وبجهود حثيثة من اجل السيطرة على تجارة المخدرات، داخل وخارج القطر، عبر إقامة أتفاقيات أمنية مشتركة وتطوير كوادرها بإستمرار.
وفي النهاية إن القضاء على هذه الآفة يستلزم تظافر جهود المواطن مع الدولة من اجل القضاء عليها والتخلص من آثارها حفاظا على الأجيال القادمة من الضياع.