لسنا أيتام لأحد …

بقلم // حسن كريم

لا أعلم لماذا نشأ داخلي ذلك اليقين بأن ليس هنالك أي خطر مما يجري في سوريا ؟ وما سر أرتياحي الداخلي بأن سوريا وحكامها الجدد لن يتوهموا أبدا بالتحرش بالعراق وهم في شغل شاغل عن ذلك ..؟ أما ما يثار اليوم من زوبعة اعلامية ضخمة فهي من أنتاج ماكينات الإعلام الأميركي الغرض منها تخويف الناس وإثارة الرعب في قلوب القائمين على الحكم ليضطروا لطلب العون من الولايات المتحدة وطلب بقاء القواعد وتعزيز وجودها في البلاد . لم أجد في التهديدات المزعومة أمر واقعي وجميعها كانت من نسج مخيلة الكتاب والمحللين ثم رددها البسطاء بعدهم واضافوا عليها أوهام وتكهنات وتأويلات لكل خطوة تقوم بها الحكومة أو الجوار وحتى زيارات موفد الامم المتحدة التقليدية للنجف فسرت بنفس الاتجاه لتكون تيارا إعلاميا جارفا صدقه العقل الجمعي وجعل منه حقيقة مفروغ منها خاصة عندما دخل الطرف الآخر المتربص بالحكم الشيعي والمعادلة الجديدة من أيتام النظام والحالمين بعودة المعادلة الظالمة على خط الترويج لذلك . وبات جهالهم يرجون لذلك متأثرين بما يجري في سوريا غافلين عن حقيقة أن ذلك جرى على البلاد وقد جمعوا له كل أدوات النجاح من أستيراد لنخبة الإرهابيين في العالم وسلاح متطور ودعم اعلامي هائل ففشلت محاولتهم ووئدت ودفن أصحابها في صحارى غرب البلاد .. خلاصة الأمر أن ليس هنالك من داع لهذا القلق حتى لو كان الأمر حقيقي وكنت مخطئا . فلسنا أيتام لأحد ولسنا مسلوبي الارادة لتكون إرادة نتنياهو ومعتوهي البيت الأبيض هي الغالبة.. ومن له ثقة بالله وبنفسه ووطن نفسه على الدفاع عن تجربته حتى الموت لا يخشى أحد .. يجب أن لا نعين العدو على أنفسنا فنردد ترهات أبناء عاهرات عمان من بقايا نسل الطاغية المقبور ونعير أهتماما لكل ما يقال كالمهزوز الخائف .. يجب أن نؤمن أيمانا راسخا بأن تجربتنا باقية للأبد وأن الزمن لا يعود للوراء وأن لدينا مقومات الصمود من ظهير استراتيجي لا يسمح بأنهيارنا ومرجعية حكيمة تنظر بعين الله وهي قادرة على تفجير طاقاتنا . ولدينا مقاتلين شجعان خبروا الحروب مازالوا على العهد وما بدلوا تبديلا..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى