[زيلنسكي يعاقب شعبه والاوربين ويخدم الولايات المتحدة الأمريكية]
بقلم // هيثم الخزعلي
في الأسبوع الماضي اعلن “زيلنسكي” انه لن يجدد عقد مرور الغاز الروسي لأوروبا عبر الاراضي الاوكرانية.
معللا ذلك القرار بأنه يتعلق بالامن القومي الاوكراني، على اعتبار أن روسيا تستخدم عائدات الغاز في حربها على أوكرانيا.
والحقيقة آن الروس قاموا بتكييف تجارتهم واستداروا للشرق والجنوب وآسيا منذ عام ٢٠١٤ مع فرض اول عقوبات عليهم.
وجنو من عائدات الغاز ما يقارب ٥ مليار دولار، واقتصادهم فعال بشكل جيد.
اما القرار الاوكراني.فأضّر أوكرانيا، لأنها خسرت ما يقارب من ١مليار $ هي عائدات النقل والتخزين للغاز الروسي، فضلا عن تنويع مصادر الطاقة.
كما أنه اضّر بأمن الطاقة للدول الأوربية وجعل حرب الطاقة اكثر تعقيداً.
ففي اليوم الأول لقطع الغاز الروسي، أعلنت أوكرانيا آن سعر الغاز الطبيعي سيتضاعف بالنسبة للاوكرانيبن ٤ مرات!!
وهذا يعني ان على الاوكرانيبن ان يستعدوا للتضخم وارتفاع كلفة كل شئ تقريبا، من النقل حتى المواد الغذائية وكل شئ بينهما.
اما كيف اثر القرار على الاوربيين فحسب ” يورب نيوز ” وصحيفة “بينتش ماركت” فإن سعر الغاز ارتفع بمقدار ٤٪ – ٥١٪ لكل ميغاواط/ساعة.
وهو أعلى سعر منذ أكتوبر ٢٠٢٣.
والاسوء ان مخزونات الغاز الأوربية تنضب بسرعة بسبب موجة البرد المثالية الحالية ، ومع توقع شتاء قارص في أوربا فهي فقدت ٥٪ من وارداتها من الغاز الروسي.
وارتفعت اسعار الغاز في المنطقة الشمالية، وأكثر الدول تضررا من هذا القرار( النمسا والمجر و سلوفاكيا) .
وبسبب قطع الواردات الروسية سترتفع اسعار النفط، ومع انخفاض المخزون الأوربي بسرعة حيث انخفض ل٧٠٪ منذ ٢٠٢١.
وحسب وكالة الطاقة فإن مخزون الكتلة الأوربية انخفض منذ نهاية سبتمبر لحد الان بمقدار ١٩٪.
وفي” ملدوفا ” ليست الأمور، افضل حالا، حيث توقفت كل الصناعات تقريبا بسبب قطع امدادات الغاز الروسي.
وحسب تقارير “الكارديان”، حيث بقي يعمل فقط منتجو المواد الغذائية .
بينما لجأت”ملدوفا” لاستخدام الفحم الحجري لتدفئة المواطنين واغراض الاستهلاك الأخرى .
وقطعت” وكالة الطاقة المحلية” المياه الساخنة عن المنازل، واوصت المواطنين بالتدفئة عبر التجمع بغرفة واحدة، وتغطية النوافذ.
وفي قرار غريب آخر اعلن” زيلنسكي” ان أوكرانيا ستبدأ ببيع الطاقة الكهربائية ل “ملدوفا” لتعويض نقص الطاقة الناتج عن قطع أوكرانيا للغاز الروسي، وفي نفس الوقت الذي تهدد به “سلوفاكيا” بقطع الكهرباء عن أوكرانيا.
وبينما تقطع أوكرانيا الكهرباء عن مواطنيها عدة مرات باليوم، بحجة تضرر البنية التحتية، تواصل تحقيق الأرباح للشركات الخاصة عبر بيع الكهرباء للخارج بدل تزويدها مواطنيها.
بينما تصبح الولايات المتحدة و النرويج الرابح الأكبر من قطع الغاز الروسي، حيث صدرت الولايات المتحدة ما يقارب من ٥٧ مليون طن متري من الغاز لأوروبا في أول ٨ أشهر من عام ٢٠٢٤.
متجاوزة ما تم شحنه من أستراليا ٥٤ مليون طن متري، وما صدرته قطر ٥٤،٣ مليون طن متري في نفس الفترة.
وهذا هو العام الثاني الذي تتصدر به الولايات المتحدة تصنيفات التصديرات العالمية .
وبينما يستعد الأوروبيون لملئ خزاناتهم بسعر أعلى تستعد الشركات الأمريكية لربح أعلى ويستعد المواطن الأوربي للانفاق اكثر لتامين احتياجاته.
ومع ان “قرار زيلنسكي” مفيد للولايات المتحدة اقتصاديا، ولكن هل هو مفيد على مستوى السياسة الخارجية الأمريكية؟!
ولله في خلقه شؤون
٤-١-٢٠٢٥