كنوز ميديا // ثقافة وفن
صدر حديثًا كتاب ما وراء الشمس : أوراق من حياة سجين في عهد البعث (1980-1991 م) للدكتور حميد مسلم الطرفي
هذا الكتاب هو سيرة ذاتية للمؤلف، يحكي فيها معاناة السجناء السياسيين خلال حقبة الاستبداد، حيث قُسم الناس بين شهيد، وطريد، ومعتقل، وسجين، لا لشيء إلا لأنهم قالوا “لا”. لم يتكلف المؤلف في سرد حكايته، ولم يسعَ إلى تجميل الأسلوب أو التلاعب بالسرد، بل كتب بصدق وأمانة ما فاضت به مشاعره وما انطوت عليه سريرته. فربما يرى الحاضر ما لا يصدقه الغائب، وليس كل مشهد يمكن أن تصفه الكلمات. وإن كان هناك من مبالغة في الحكاية، فهي فقط في التخفيف من بشاعة ما رآه المؤلف، حفاظًا على مشاعر القارئ، حتى لا يبتعد عن صفحات الكتاب متألمًا أو مستاءً. في هذا الكتاب، لا يسعى الكاتب إلى إثارة الأحقاد أو الدعوة للانتقام، بل كان، وما يزال، همه الأول ألا يعود الظلم والظلام مرة أخرى، وألا تغيب الشمس عن الأحرار مجددًا. فكما قيل: “من لا يقرأ التاريخ محكوم عليه إعادته”، وكما قال شيشرون: “من لا يقرأ التاريخ لا يفهم الحاضر ولا يستشرف المستقبل، لأنه يبقى أبد الدهر طفلًا صغيرًا”.
