يدُ الأكمل هي مَن تنقذنا..!

بقلم // كوثر العزاوي

مايزال الإنسان بحاجة الى معرفة نفسه ولو بلغ مبلغًا من العلم والحصانة، وإنه لن يرتفع أحد من مُستنقع هذه الدُنيا إلا بالتمسّك بالقرآن، والأئمة الأطهار”عليهم السلام”، واتّباع منهجهم الاخلاقي القويم في مطلق الحركة والتعامل في الحياة، كما يبقى الإنسان بحاجة شديدة إلى معرفة مَن يأخذ بيده إذا مااشتبهت عليه الأمور، وأعيَتهُ الحِيَل. ومما لاشك فيه، فإنّ
أفضل يَدٍ تُجيد الرفع وتتقِن الإغاثة لذي كرب وضياع في زماننا الحاضر، هي يدُ صاحب الزمان المُباركة، فهو الراعي لشؤون العباد، غير المُهملِ لهم، سيما الضعفاء منهم الذين لايجدون حيلة ولايهتدون سبيلا، شرط اليقين بوجوده الميمون، واستشعار فيض فضله عند الحاجة دائما، فهو المدرِك لِمن تعثرت خطواتهم، ومغيثٌ من مآزق الحياة، ورغم جراحاته ينتشلهم. فقط لتّتجه بوصلة المريد الى ناحيته المقدسة بإخلاص وبصيرة، وهذا يحتاج إلى تطهير وتهذيب الطرق المؤدية إليه “صلوات الله عليه” من خلال المعرفة “عارفًا بحقّه”! إذ كلما زادت نسبة معرفة الإنسان بموارد أمانه، زادت قدرته على تقنين الكثير من الأمور التي كان يحرص عليها ظنّا بضرورتها، إضافة الى إدراك مسألة اختيار من يحيطون به بدقة، وتمييز الأشخاص الذين يصلحون للبقاء في حياته كوسائل رشدٍ، تساعد على توثيق عرى الارتباط بذلك الوجود المقدس، الذي لابد لنا من ظهور نوره على النور كلّه يومًا ما، ليعرف الإنسان كيف أنّ الله “عزوجل” يلهمه الوصول إلى إجادة استثمار طاقته ووقته وأين يبذله وكيف يديره! فلو تأمّلنا طبيعة المرحلة التي نعيش، ومايجري من أحداث، وماآلت إليه الأمور لوجدنا مايحفزنا في ثنايا كتاب الله “عزوجل” وتأويل العترة الطاهرة “صلوات الله عليهم” كما في قوله تعالى في سورة السجدة الاية ٢٩:{قلْ يومَ الفتحِ لاينفعُ الذين كفروا إيمانُهُم ولا هُم يُنظَرون} فقال الإمام أبو عبد الله الصادق عليه السلام : “يومُ الفتح، يومٌ تُفتَّح الدنيا على [الحجّة عليه السلام] لايَنفعُ أحدا تَقرَّب بالإيمان ما لم يكنْ قبلُ مؤمنًا، وبهذا الفتحِ مُوقِنًا، فذلك الذي ينفعُه إيمانُه و يُعظِّمُ اللهُ قَدْرَه و شأنَه، ويُزخرِفُ له يومَ القيامةِ والبعثِ جِنانَه، وتُحجَب عنه نيرانُه، و هذا أجرُ المُوالين لأمير المؤمنين “عليه السلام” ولذرِّيّتِه الطيّبين” وكذا للمنتظرين الذين أضحوا لا مُنية لهم غير حيازة رضا المولى صاحب العصر والزمان “عجل الله فرجه” فالمنتظر دائمًا يحتاج إلى اللجوء لمن يكمّله أو يرشده أو يغذّيه أو يعلّمه أو يسمعه أو يشفيه أو أو..وليس سوى الأنسان الكامل المعصوم له القدرة على ذلك!.

٨-رجب الأصب-١٤٤٦هجري
٩-كانون الثاني-٢٠٢٥ميلادي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى