ملف النفط والرواتب .. اختبار حاسم للعلاقة بين “بغداد وأربيل”
كنوز ميديا / تقارير
مع استمرار تصاعد التوتر بين أربيل وبغداد حول أزمة الرواتب، تعيش حكومة إقليم كردستان أوقاتًا صعبة نتيجة التحديات الاقتصادية والسياسية المتزايدة، والتي تلقي بظلالها على الوضع الداخلي والخارجي للإقليم.
و أعلنت رئاسة إقليم كردستان أن رئيس الإقليم، نيجرفان بارزاني، سيزور بغداد لبحث القضايا الخلافية، في وقت صعّد رئيس حكومة الإقليم، مسرور بارزاني، لهجته، معتبرًا أن “تعامل بغداد مع الإقليم لم يعد مقبولًا”. هذا التصعيد يعكس عمق الأزمة، خاصةً في ظل ربط بغداد ملف الرواتب بالتزامات أربيل المتعلقة بتسليم موارد النفط والجمارك.
و بينما ترى أربيل أن الرواتب استحقاق غير قابل للتفاوض، تعتبر بغداد أن الالتزام المالي مشروط بتسوية القضايا العالقة، وهو ما أدى إلى تبادل الاتهامات بين الطرفين وتعميق الخلاف.
و رغم رغبة أربيل في مواجهة بغداد بموقف موحّد، تعاني حكومة الإقليم من انقسامات سياسية داخلية تهدد قدرتها على الضغط. الخلافات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة بافل طالباني، إضافة إلى معارضة أحزاب صغيرة مثل حزب العدل الكردستاني والاتحاد الإسلامي الكردستاني، تعكس حالة التشظي السياسي داخل الإقليم.
على سبيل المثال، رفضت هذه الأحزاب حضور اجتماع حكومة الإقليم الذي وصف بـ”غير العادي”، مشيرةً إلى أن الأزمة الحالية تعود لسوء إدارة حكومة الإقليم نفسها وعدم التزامها بقرارات المحكمة الاتحادية.
و تُعد أزمة الرواتب من أبرز الإشكاليات التي تواجه الإقليم، حيث باتت تمثل اختبارًا سياسيًا صعبًا للحكومة الكردية.
و على الرغم من قيام بغداد بإرسال مبالغ مالية على نحو دوري، لم تُحل الأزمة جذريًا بسبب عجز أربيل عن تأمين التزاماتها المالية الكاملة.
الملف أُعقِد أكثر بفشل البرلمان في تمرير قوانين مرتبطة بحقوق الأكراد مثل قانون العفو العام وقوانين الأحوال الشخصية والعقارات.
و هذا الفشل يعكس تعقيدات العلاقة بين بغداد وأربيل، والتي تتسم بعدم الثقة والتجاذبات السياسية.
وهناك سيناريوهات محتملة في مسار المفاوضات منها الاتفاق المشروط اذ قد تسفر زيارة نيجرفان بارزاني عن اتفاق محدود مع بغداد يشمل استئناف تدفق الرواتب مقابل تنازلات من أربيل بشأن إدارة النفط والمنافذ الحدودية.
و يمكن أن تلجأ أربيل إلى التلويح بورقة انسحاب الكتل الكردية من الحكومة الاتحادية، لكنها قد تواجه تحديًا في حشد إجماع داخلي بسبب الانقسامات السياسية.
و في حال فشل الطرفين في التوصل إلى تسوية، ستستمر الأزمة الراهنة، ما يزيد من الضغط على الحكومة الكردية داخليًا.انتهى1