الأعاصير النارية السماوية: غضب العدالة الإلهية على الطغاة والمستكبرين
بقلم// الدكتور أحمد صدام الساعدي
القدرة الإلهية دائمًا ما تتدخل لتضع حدًا للظلم والطغيان عندما يتجاوز حدود الإنسانية. الأعاصير النارية السماوية التي اجتاحت لوس أنجلوس ونيويورك كانت مثالًا حيًا على هذه العدالة الإلهية. ما حدث لم يكن مجرد ظاهرة طبيعية، بل هو إنذار واضح لكل من تسوّل له نفسه أن يتعالى على خلق الله ويستبيح دماء الأبرياء. الأشجار المثمرة والزاهية التي تيبست فجأة، ثم اندلعت فيها النيران بشكل مباغت، لم تكن سوى رسالة سماوية تحمل في طياتها غضبًا ربانيًا على عنجهية وظلم قادة مثل دونالد ترامب، الذي هدد بإبادة شعوب الشرق الأوسط وحرق الحضارات.
إن الأعاصير النارية التي اشتعلت فجأة واستهدفت أعرق المدن الأمريكية هي نموذج لإظهار قدرة الله على إذلال المتكبرين، كما فعل مع قوم عاد عندما أرسل عليهم ريحًا صرصرًا عاتية أهلكتهم. قال الله تعالى: “وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية” (سورة الحاقة: 6). هذه الأعاصير لم تكن عشوائية، بل حملت معها قوة خارقة أشعلت الأخضر واليابس لتذكر الجميع أن الطغيان نهايته وخيمة، وأن الأرض التي يعتد بها المستبدون يمكن أن تصبح رمادًا في لحظات بأمر الله.
ما حدث في نيويورك ولوس أنجلوس هو أيضًا تذكير بأن العدالة السماوية لا تميز بين من يسكنون هذه المدن وبين القادة الذين اتخذوا من الظلم منهجًا لهم. قال الله تعالى: “واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة” (سورة الأنفال: 25). إن النار التي اجتاحت المدن لم تكن مجرد عقاب بل كانت رسالة ربانية تحمل رمزية عميقة: أن الله يمهل الظالمين ليزدادوا إثمًا، ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر.
الأعاصير النارية ليست مجرد حدث طبيعي، بل هي آية من آيات الله، تذكرنا بقصة أصحاب الفيل عندما أرسل الله عليهم طيرًا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل، فجعلهم كعصف مأكول. هذا الحدث يضع الظالمين أمام حقيقة واحدة: أن القدرة السماوية قادرة على تحويل قوتهم المزعومة إلى رماد، وأن عدالة الله تطال الجميع، مهما علا شأنهم.
الأهمية هنا لا تكمن فقط في فهم الحدث، بل في استيعاب الرسالة التي يحملها. الأعاصير النارية السماوية في لوس أنجلوس ونيويورك كانت دعوة صريحة للتواضع أمام عظمة الخالق وتحذيرًا لكل من يسير على درب الاستبداد والطغيان. وما هذه الأحداث إلا دليل قاطع على أن الله لا يترك الظالمين دون حساب، وأنه سبحانه وتعالى يرسل من آياته ما يعيد البشرية إلى رشدها.