“إِنَّ اللَه عَزِيزٌ ذُو انتِقامٍ‌”..!

بقلم // كوثر العزاوي

الانتقام‌ الإلهي ضرورة كونية، وبها يُظهر الله”عزوجل” قدرته وعدله للبشر. يقول علماء الشريعة، بأن الانتقام الإلهي، هو ما كان حقًا من حقوق الدين الإلهي والشريعة السماوية، وإن شئت فقل هو من حقوق المجتمع الإسلامي، ففي الأنتقام، انتصاف للمظلوم من الظلمة، وعقابًا لمن يتعدّى حدود الله تعالى “وتلك حدود الله فلا تعتدوها”. فعندما يصل الطغيان والتمرّد إلی أقصی درجاته، ترى أولئك الظالمون يبارزون الله في عرشه وقدرته، فضلًا عن إنكار وجوده وخالقيته! وهنا تظهر عدالة الله، فتتجلى عزّته “جل وعلا” في غضب السماء، بما يقتضي مجازاة العاصين الظالمين، وهذا مانشاهده ويشاهده العالم اليوم، ومايجري في بعض ولايات ماتسمى بأمريكا العظمى، من هول الدمار نتيجة الأعاصير النارية، وكأن قنبلة ذريّة سقطت على هذه المناطق في لوس أنجلوس وكاليفورنيا، إذ بلغت نسبة الدمار آلاف الأبنية، والتَهمت النيران آلاف الأراضي الزراعية، مخلّفة خسائر اقتصادية جمّة، تقدّر بمليارات الدولارات، إضافة الى وقوع ضحايا وخسائر ضخمة! ولايزال المشهد إلى اليوم في منتهى الرعب! حيث تقف الدولة الكبرى المتجبرة عاجزة حيال ذلك، فلم تجد حلًّا منقذًا! وليتها تدرك، بأنّ هذا الجيش على غير عادة الجيوش التي تعُد، إنما هو جيش الله المنتقم، الذي يرسله الخالق سبحانه في الوقت المعلوم، درسًا وآية، ليُريهم معنى القوة والقدرة والنفوذ، عندما يظنّوا بأنّ قوّتهم خالدة لاتضاهيها قوة، فتأتي قوة القادر على كل شيء، ليثبتَ لهم بأنّ ماعندكم من قوة هي من الأقوى، فمالكم تبارزون خالقكم بقدراتٍ مادية لا تساوي شيئًا في مواجهة الغضب الإلهيّ عندما يحلّ!!، كما إنّ مكركم وجبروتكم وقدراتكم مهما بلغت، فالله أعلم بها وأقدر عليها، وسيدمّر كلّ أدوات مكركم بجنودٍ لم تروها، ولم ترصدها محطات الأرصاد الجوي ولا الأقمار الصناعية، ولا الرادارات الحديثة التي تملكون، إنها عدالة الله العظيم بحقّ الظالمين، جزاء ظلمهم، لمّا ظلموا وبطشوا وغدروا، “أخذناهم بغتة”! {وتِلْكَ الْقُری‌ أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وجَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً} الكهف٥٩. وهذا مايدعو الى الاستفادة من الآيات المباركات، التي تحكي أحوال الأمم السابقة، ومطالعة التاريخ وتقليب صفحاته، من أجل العبرة لا من أجل الهواية والمعرفة المجرّدة، والله تعالى يقول: «فَاعْتَبِرُوا..» وقد نفهم مما جاء في القرآن الكريم، بأن لاينبغي أن يكون المعيار في قوة العدو وقدراته محصورة في المادّة والمادّيات من عتاد وعدد، وتكنلوجيا متطورة، وسلاح نووي وو.. فما عند الله الأقوى، لانه خالق الوجود والمهيمن عليه، وهو مسبّب الأسباب، كما هو معطّلها أيضا. فما صنعت أمريكا بالمسلمين في سنة، من بطش ودمار، صنعه الله فيها بيوم وليلة. يقول”عزوجل”: «فَأَتَاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا، وقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْب..» فالرّيح والنار جنديان من لدن الغيب، وهما أبلغ درسين، لكل من أعرض عن الحق والعدل، وركب هواه، وبارز الخالق القادر في عرشه وجبروته.

١٢-رجب الأصب- ١٤٤٦هجري
١٣-كانون الثاني- ٢٠٢٥ ميلادي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى