المتحف العراقي يسعى لدخول العالم الرقمي
كنوز ميديا // ثقافة وفن
بالتعاون بين “مؤسسة الحضر” و”الهيئة العامة للآثار والتراث”، يستعد المتحف العراقي لإنشاء مشروع المتحف الإلكتروني بهدف “نشر الوعي والمعرفة بتاريخ العراق وحضاراته العريقة”.
يسعى المتحف العراقي حالياً، إلى الانفتاح على العالم الرقمي، عبر توفير مساحة عرض وتفاعل رقمية تسهل الوصول إلى جزء هام من محتوياته.
هكذا أطلقت “مؤسسة الحضر للتنمية المستدامة وحماية البيئة”، مشروعاً لإنشاء المتحف العراقي الإلكتروني، بالتعاون مع “الهيئة العامة للآثار والتراث”، بهدف “نشر الوعي والمعرفة بتاريخ العراق وحضاراته العريقة”.
وقال مدير المؤسسة، حاتم ثويني إن: “المشروع قيد المناقشة حالياً، وتقوم فكرته على أن يكون منصة تعليمية وثقافية، تبرز القطع الأثرية والحضارات القديمة، بالإضافة إلى توثيق القطع الأثرية العراقية وتقديم معلومات تفصيلية عنها، بجانب توفير محتوى تعليمي للباحثين والطلاب، فضلاً عن إتاحة الزيارات الافتراضية للمتحف عبر الإنترنت، ما يجعل هذا المشروع طفرة نوعية، تعكس للعالم عراقة المتحف العراقي وتراثه الثقافي”.
من جانبها، قالت لمى الدوري، مدير عام دائرة المتاحف العامة في وزارة الثقافة العراقية، “احتفلنا في العام الماضي بالذكرى المئوية لإنشاء المتحف الذي بدأ في بواكير نشأته في غرفة في منطقة القشلة، ومع التوسع في عمليات التنقيب الأثري واكتشاف المزيد من الكنوز الأثرية نبعت فكرة التوسع في قاعاته والانتقال إلى موقع آخر في شارع المأمون في بغداد، وأعقب هذه الخطوة اتخاذ قرار ببناء متحف بمساحة أكبر، وعلى طرز عالمية، وتمت ترجمة هذه الخطوة إلى واقع، بإعداد المتحف وافتتاحه حينها في عام 1966”.
وأضافت أنه تم تصميم المتحف عبر تسلسل حضاري على نحو ما تعكسه قاعاته، بدءاً من عصور ما قبل التاريخ والعصور الحجرية، مروراً بالسومرية والأكدية والبابلية والآشورية والبابلية الحديثة، وصولاً إلى العصر الإسلامي، لتصبح قاعات المتحف معبرة عن تسلسل الحضارات التي شهدها تاريخ العراق.
وأوضحت الدوري أن المتحف يحتوي على آثار فريدة من نوعها، ومتنوعة في الوقت نفسه، ما يجعله رابع متحف على مستوى العالم في عدد ونوعية الآثار التي يضمها، وثاني متحف عربي بعد المتحف المصري.
ويحتوي المتحف العراقي الذي تأسس مطلع عشرينيات القرن الماضي على 24 قاعة، من أبرزها قاعات “العصور الأولى، الحضارة البابلية، الحضارة السومرية، الحضارة الآشورية، مرجانية، العاجيات، الحضارة الأكدية، مملكة الحضر، الحضارة الساسانية، الآثار الإسلامية”، وغيرها من القاعات التي تتزين بكنوز أثرية فريدة، تعكس حضارة بلاد الرافدين.
ومن أهم الآثار التي يضمها المتحف تلك التي تتوزع بين جنبات القاعة الآشورية، والتي تحتوي على زوج من الثيران المجنحة تعرف باسم “لاماسو”، وتتكوّن من 4 أجزاء، منها جزء يعكس رأس الإنسان، في إشارة إلى العقل والحكمة، وكذلك جزء يرمز إلى جسم الثور، كدليل على القوة والخصوبة.
كما يزخر المتحف الذي أعيد افتتاحه عام 2015 بقطع أثرية أخرى مهمة مثل: اللوح الكتابي، والأسوار العملاقة، والنقود المعدنية، والمخطوطات النادرة، والمسلة السوداء.
وتعرضت مجموعات المتحف الأثرية خلال الاحتلال الأميركي للعراق للنهب والسرقة.