أيدولوجية البعث، من السقوط القومي الى الشحن الطائفي..!!
بقلم // غيث العبيدي
ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة
بعد أن كان يستند حزب البعث الصدامي على أفكار ‘ميشيل عفلق’ وتمظهر بفكرة ”الوحدة العربية“ التي صقل فيها مظهره العام، وباشر أعماله ونشاطاته الخارجية على هذا النحو، ليرشد الناس إليه، وحتى يخيب آمال الشعوب العربية في باقي الأحزاب الأخرى، باتت أهم شعاراته ”أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة“ ليغلا ثمنه وتحسن جودته، فيجذب نفوس العرب إليه، حتى يحكمهم في فترة ما من الزمن.
لكن بعد العمل العسكري الذي قصد به ‘صدام حسين’ أحتلال الكويت، وفرض الهيمنة عليها، وليس غزوها فقط، سنت ألمؤسسات الأممية المرتبطة بأمريكا، قوانين صارمة لتفتيت القوة العسكرية العراقية، وتفكيك البعث، والقضاء على صدام حسين، فما كان من النظام البعثي البائد الا دفن المشروع القومي، وسل ساطور الشحن الطائفي عوضاً عنه، فأطلق حرية جزئية لبعض الشعائر الدينية الشيعية، وأعلن عن الحملة الإيمانية في العراق، ودعم عنتريات تنظيم القاعدة الإرهابي، وفتح قنوات تواصل مع قيادات ذات التنظيم، معتقدآ بأنه سيحتمي بهم لأطول فترة ممكنه، معتمداً في ذلك على الجوانب الفكرية، وفتاوى وأجتهادات المتمشيخيين عربآ وعراقيين، لنقل الصراع المباشر الموجهه ضد صدام شخصيا، الى قلب المجتمع العراقي.
كان للفاعل البعثي دور مركزي في تذكية الصراعات المذهبية في العراق، ونجح المقبور ‘صدام حسين’ في زرع خلاياه الطائفية في الجسد العراقي منذ ذلك الوقت إلى هذه اللحظه، حتى يسقط المجتمع العراقي، في مصيدة الشحن الطائفي البعثي، وخاصة سنة العراق، والذين وقعوا بسهولة بفخ داعش المتغطي بغطاء التسنن، والذي أستطاع أحتلال المنطقة الغربية بوقت قياسي، في الوقت الذي أنشغل فيه السياسيين العراقيين بذات الصراع الطائفي، حتى كادت بغداد أن تسقط بين أيدي الارهابيين لو لا لطف الله وحكمة المرجعية الدينية في النجف الأشرف.
وتحت نفس هذا العنوان، تعودت الأنظمة السياسية العربية والجماهير المرتبطة بها، على تأجيج الشحن الطائفي والعنف المجتمعي، في العراق عبر طوالة الخيل، وياخور الجياد، وأسطبل الماشية، والذي أجتمعت فيه مجموعة الاعلام المضاد للدولة العراقية، من الإعلاميين والمحللين والكتاب، والقنوات الفضائية العراقية والعربية، حتى يبقى العراق حبيس ذلك الصراع، والافعال السياسية المتأثرة به، لينتهي به الحال إلى حالة فوضوية مستدامة، لكنهم لم يظفروا بما طلبوا، ولم ينالوا حاجاتهم، وخاب مسعاهم.
وبكيف الله.