“أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: قائد الحكمة والشجاعة في تاريخ الإسلام”
بقلم // حسن عطوان
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنَّه قال :
( وَاللَّهِ مَا مُعَاوِيَةُ بِأَدْهَى مِنِّي وَلَكِنَّهُ يَغْدِرُ وَيَفْجُرُ ) ( 1 ) .
الغادر : مَن لا عهد له ولا وفاء .
والفاجر : الفجور ، إسم جامع لكلِّ شرٍّ ، فالفاجر هو مَن لا يرعوي عن كلِّ شر وفساد .
( يغدر ويفجر ) :
الفعل المضارع يدل على التكرار والمداومة و الإستمرار .
أي : أنّه غدّار فجّار ، وليس أنّه غدر وفجر مرّة او مرّتين مثلاً .
وهذا إتّهام في غاية الخطورة والفظاعة والشناعة ، فإمّا أنْ أنْ يكون عليٌّ قد أفترى على معاوية ! وحاشا لمثل عليٍّ ذلك .
أو أنَّ معارية غدّار فجّار بالفعل .
أنتم في مفترق طرق ، فإمّا عليٌّ أو معاوية !
مَن يقول أنا معهما ، يكذب ويخادع نفسه ، وهو في حقيقته من أتباع معاوية فقط منهجاً وسلوكاً !
ومَن كان كذلك فمحال أنْ يحب علياً ويتبع منهجه .
نقطة رأس السطر !
وعذراً لك مولاي أنْ إضطرنا لؤم القوم أنْ نضعك في مقارنة !
وأنت القائل :
( مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الْأَوَّلِ مِنْهُمْ حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَى هَذِهِ النَّظَائِرِ ) ( 2 ) .
سلام عليك أبا الحسن يوم ظُلمت ويوم أُستشهدت ويوم ستقف مع خصومك ، بل ومع المدّعين أنّهم على منهجك ، وأنت ومنهجك منهم بُرّاء .
جمعة طيبة مباركة .
********
( 1 ) نهج البلاغة ، من كلام لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب في معاوية ، برقم ( 200 ) .
( 2 ) نهج البلاغة ، الخطبة الشقشقية ، برقم 3 .
******