العنصرية مصدر العنف والإرهاب..بوصلة المواقف..!

بقلم // جليل هاشم البكاء

العنصرية ليست مجرد سلوك عدواني أو تحيز اجتماعي، بل هي جذر أساسي للعديد من مظاهر العنف والإرهاب التي تعاني منها المجتمعات اليوم. إنها السم الذي يغذي التفرقة والتناحر بين البشر، ويحول التنوع البشري الذي يمكن أن يكون مصدر قوة إلى أداة للفرقة والعداء

لو أتيحت لنا الفرصة للقضاء على العنصرية والغرور الاجتماعي أو حتى الحد من تأثيرهما في الحياة اليومية، لكان العالم مكانًا مختلفًا تمامًا. ستختفي الحروب، وتزول الحاجة إلى الجيوش الكبيرة التي تستهلك موارد هائلة يمكن توجيهها نحو رفاهية الشعوب. ولتحقق التعايش السلمي بين الناس، وازدهرت المجتمعات، واختفى الفقر والحرمان الذي لا يزال يطارد الملايين حول العالم

لكن الواقع المؤلم أن هناك من لا يروق لهم هذا السيناريو الإيجابي. مرضى القلوب وأصحاب العقد النفسية الذين يتشبثون بمشاعر العنصرية والاستعلاء يسعون دائمًا إلى استغلال السلطة لترسيخ التفرقة. وعندما يصل شخص عنصري أو مريض نفسي إلى منصب قوة أو نفوذ، يدفع العالم ثمن ذلك غاليًا. يعيش البشر في ظل حكمه بحالة من القلق والخوف من المجهول، ويترقبون أزمات جديدة تضاف إلى جروحهم القديمة

العنصرية والسلطة .. خطر مضاعف

حين يتداخل الفكر العنصري مع السلطة، تتحول الكراهية الفردية إلى سياسة ممنهجة. تصبح قرارات الحرب والسلم مشبعة بالتحيز، وتُستخدم موارد الدول لتعزيز الهيمنة بدلاً من بناء جسور التعاون. وهذه النزعة هي ما يحول المجتمعات إلى ساحات صراع دائمة، حيث تضيع القيم الإنسانية وتُغيب العدالة

الحل … التوعية والعدالة

للقضاء على العنصرية، يجب أن تبدأ المجتمعات بنشر التوعية حول مخاطرها، وتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي. التعليم هو السلاح الأقوى، إلى جانب قوانين صارمة تجرم التمييز وتضمن العدالة للجميع

ختامًا، فإن التعايش السلمي والرفاهية للجميع ليست مجرد حلم مستحيل، بل هدف يمكن تحقيقه إذا ما تضافرت جهود الأفراد والمجتمعات لمواجهة العنصرية بكل أشكالها. علينا أن نعمل معًا لبناء عالم تُحترم فيه إنسانية الإنسان قبل أي انتماء آخر

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى