الرياضة وصراع المستشار
بقلم // حسين الفاضل
التوجيه الأخير الذي أصدره السيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والذي تسرّب إلى وسائل الإعلام حول تشكيل لجنة جديدة لإعداد البطل الأولمبي برئاسة مستشاره إياد بنيان وبعض الشخصيات الأكاديمية ،أثار الكثير من الجدل في الأوساط الرياضية، هذه الخطوة التي تبدو غير مدروسة جاءت في وقت حساس ما جعلها محل شكوك حول دوافعها الحقيقية ومدى انسجامها مع التوجهات الوطنية لتطوير الرياضة في العراق.
إياد بنيان الذي بات معروفًا بتحركاته التي تحكمها مصالحه الشخصية، يبدو أنه أراد من خلال هذا التوجيه توجيه ضربة للعمل الذي تقوم به اللجنة الأولمبية الوطنية ، فبعد خسارة كريمته في انتخابات لجنة التحكيم، وجد نفسه مدفوعًا لتصفية حسابات شخصية من خلال تشكيل هذه اللجنة، متجاهلًا أن اللجنة الأولمبية كانت قد باشرت بالفعل بتنفيذ مشروع إعداد البطل الأولمبي وفق توجيهات سابقة من السيد رئيس الوزراء، وقطعت فيه أشواطًا مهمة.
ما حدث يعكس نمطًا من التدخلات التي لا تخدم سوى المصالح الضيقة، والتي تؤدي إلى إضعاف المؤسسات وتقويض الجهود المبذولة لتطوير القطاع الرياضي .
العراق بحاجة إلى تضافر الجهود لدعم القيادات الرياضية الشابة، لا محاربتها أو عرقلتها عبر تحركات قائمة على الانتقام الشخصي.
إن مثل هذه التصرفات لا تخدم سوى تأخير عجلة التقدم الرياضي في العراق، وتثير تساؤلات حول مدى نزاهة الاستشارات التي يقدمها بعض المستشارين لرئيس الوزراء. الاستشارة ليست مجرد إجراء شكلي، بل هي أمانة ومسؤولية وطنية ،وإذا كانت هذه الأمانة تُستغل لتحقيق مكاسب شخصية، فإن ذلك يشكل كارثة تهدد الثقة في المؤسسات الحكومية، وتعطي انطباعًا سيئًا عن نوايا الحكومة وفاعليتها.
من الضروري أن يتخذ السيد رئيس الوزراء موقفًا حازمًا لإيقاف مثل هذه التدخلات التي لا تخدم المصلحة العامة، وأن يعيد التذكير بأهمية العمل الجماعي لتحقيق الأهداف الوطنية الكبرى ، القيادة الرياضية الحالية تعمل على تعزيز التقدم وتحقيق الإنجازات بعيدًا عن الحسابات الضيقة والمصالح الشخصية .
