المتسول الكبير عبد الرزاق عبد الواحد

حين يكون التسوّل بالشعر مهنة .. هل كان عبد الرزاق عبد الواحد متسولا ؟؟؟؟

كنوز ميديا // ثقافة وفن

 في عالم الشعر ، ثمة من يكتب لخلود الكلمة ، وثمة من يكتب لامتلاء الجيوب. وفي هذا السياق، فاجأنا الشاعر زكي العلي بتصريح من العيار الثقيل ، حين وصف الشاعر الراحل عبد الرزاق عبد الواحد بأنه شحاذ كبير ضيّع عمره في المديح والتملّق ..

ويبدو أن العلي قرّر ألا يُضيّع وقته في تجميل العبارات ، بل اختصر رأيه في جملة واحدة كافية لإشعال جدل أدبي لن يهدأ قريبا . لكن ، لنكن منصفين ، فالرجل (عبد الواحد) لم يكن أول من حوّل القصيدة إلى خطاب مدفوع الثمن ، ولم يكن آخر من صاغ أبياتا تنحني في حضرة السلاطين.

الفرق الوحيد أن البعض يتقن المديح فيخفّف من وطأته ، بينما آخرون ، كعبد الواحد ، جعلوه وظيفة رسمية ، لا يختلف كثيرا عن سائلي العطايا عند أبواب القصور . لقد عُرف عبد الرزاق عبد الواحد بأنه ( شاعر القادسية )، لكن من الواضح أن القادسية لم تكن سوى غطاء فخم لقصائد الولاء المطلق . لم يكتب عن الجوعى في الأزقة ، ولا عن الأمهات الثكالى ، بل أبدع في رصّ الكلمات كما تُرصّ الهدايا في الولائم الملكية .

فهل نلومه لأنه أتقن فنّ ( التسوّل النخبوي ) أم نلوم التاريخ الذي سمح لمثل هذه الأسماء أن تلمع ؟ المثير في تصريحات زكي العلي ليس النقد ذاته ، بل اللهجة الحادة التي لم تترك مجالا للمجاملة . فبدلا من التحليل والتفكيك ، قدّم العلي جملة صادمة تكفي لإعادة قراءة سيرة عبد الواحد بالكامل ، وربما تصنيفه في خانة غير التي أراد لنفسه أن يُذكر فيها. لكن السؤال الأهم .. هل سيجرؤ أحد على الدفاع عن عبد الواحد ؟ أم أن الجميع سيفضّل الصمت ، خوفا من أن يجد نفسه يوما ما متهما بالوقوف في طابور التسوّل الشعري ذاته ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى