المالكي: حكومةٌ بَخَسَ العالم إنجازاتها
بقلم // ضياء ابو معارج الدراجي
عند الحديث عن فترة حكم نوري المالكي، نجد أنها من أكثر الفترات التي شهدت تحولات كبرى في العراق، سواء على المستوى الأمني أو السياسي أو الخدمي. إلا أن هذه الإنجازات غالبًا ما يتم تجاهلها أو طمسها ضمن الحملات السياسية والإعلامية التي تستهدف شخصه وحكومته. ورغم التحديات الجسيمة، فإن المالكي استطاع أن يحقق مكاسب كبيرة، بعضها لا يزال يؤثر في العراق حتى اليوم.
1. الإنجازات الأمنية: كسر شوكة الإرهاب
عندما تولى المالكي رئاسة الوزراء في 2006، كان العراق يعيش حالة من الفوضى العارمة، حيث كانت القاعدة وتنظيمات الإرهاب الأخرى تسيطر على مساحات واسعة، خاصة في الأنبار وصلاح الدين وديالى.
أطلق عمليات بشائر الخير وصولة الفرسان، اللتين سحقتا الجماعات الإرهابية في البصرة وديالى والموصل.
أنهى وجود الميليشيات في البصرة، وفرض سلطة الدولة على الموانئ والنفط.
أسس جهاز مكافحة الإرهاب، الذي أصبح لاحقًا رأس الحربة في محاربة داعش.
واجه مخططات تقسيم العراق، خاصة مع بروز مشاريع الأقاليم الطائفية في بعض المحافظات.
2. الإنجازات الخدمية: إعادة بناء الدولة رغم الحروب والإرهاب والفساد المستشري في مفاصل الدولة، استطاعت حكومة المالكي تحقيق عدد من الإنجازات الخدمية المهمة:
زيادة إنتاج الكهرباء من 4 آلاف ميغاواط إلى أكثر من 10 آلاف ميغاواط.
تحسين البنى التحتية في عدد من المحافظات، رغم صعوبة الأوضاع الأمنية.
دعم الزراعة والصناعة، وبدأ العراق يتحول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي في بعض المحاصيل الاستراتيجية.
إطلاق مشاريع إسكانية ضخمة، مثل “بسماية”، التي تهدف إلى تخفيف أزمة السكن.
3. الإنجازات السياسية: تثبيت الدولة وإنهاء الطائفية
سياسيًا، قاد المالكي العراق في فترة كانت تعج بالمؤامرات الداخلية والخارجية، لكنه نجح في:
إخراج العراق من الفصل السابع، مما حرره من القيود الدولية التي فرضت بعد غزو الكويت.
دعم استقلال القرار العراقي رغم الضغوط الأمريكية والإقليمية.
تعزيز الجيش والقوات الأمنية ليكونا قوة قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية.
تبني سياسة “المصالحة الوطنية” رغم معارضة بعض الأطراف لها.
4. مؤامرة الانقلاب وصناعة داعش
مع اقتراب نهاية ولايته الثانية، بدأت خيوط مؤامرة الإطاحة به تتضح، حيث:
شنت القوى المعارضة، بدعم خارجي، حملة شرسة لتشويه صورته وربط أي فشل باسمه.
ظهرت حركات الاحتجاج في الأنبار، التي تحولت لاحقًا إلى حاضنة لداعش.
تم التخطيط لإسقاط الموصل من خلال خيانة عسكرية وأمنية مدبرة، حيث انسحبت بعض القيادات دون قتال.
استغلت القوى المعارضة هذه الأحداث لإسقاط حكومته وإلقاء اللوم عليه، رغم أن الوقائع تشير إلى وجود تواطؤ دولي وإقليمي في دخول داعش.
ختامًا رغم محاولة خصومه طمس إنجازاته، يبقى المالكي شخصية محورية في تاريخ العراق الحديث، حيث واجه تحديات وجودية وحافظ على وحدة الدولة في أصعب الظروف. قد لا يكون معصومًا من الأخطاء، لكن إنجازاته لا يمكن إنكارها، وسيظل الحكم عليها منصفًا عندما ينظر إليه بعيدًا عن التجاذبات السياسية.