الوزغ يتسلق جدران الفتنة

بقلم // علي جاسب الموسوي

في مشهد سياسي يكشف زيف الادعاءات الزائفة باحترام الدستور، شنّ محمد الحلبوسي ومعه جوقةٌ من الأصوات الطائفية حملةً ممنهجةً على المحكمة الاتحادية العليا، عقب إصدارها قراراً ولائيًا بإيقاف تنفيذ قوانين السلة الواحدة .. هذا الهجوم المسعور يكشف بوضوح أن بعض القوى السنية، التي تتباكى على الدستور حين تقتضي مصالحها، هي أول من ينقلب عليه حين لا يخدم مشاريعها المشبوهة.
تصعيد الحلبوسي ليس إلا محاولةً بائسةً لاستعادة نفوذه المترنح، مستخدماً المحكمة ساحةً لتصفية الحسابات السياسية، مستغلاً النبرة الطائفية كأداة للضغط والتجييش الانتخابي المبكر .. كيف يمكن لعاقل أن يصدق أن هذا الصراخ هو دفاع عن حقوق مكونٍ، بينما الحقيقة أنه مجرد تحرك انتقامي ضد مؤسسة دستورية مستقلة؟
الأخطر من ذلك، أن الحلبوسي وأتباعه يفتحون الباب أمام التدخل الخارجي، بل ويؤسسون لروايات تتماهى مع أجندات أمريكية، كما ظهر في تصريح السيناتور (جو ويلسون) ، الذي اتهم المحكمة بتنفيذ (أجندة إيرانية) ، في تدخلٍ فجٍ بالشأن العراقي … أيعقل أن من يدعي الوطنية يرقص على إيقاع الأجندات الخارجية؟

إن المحكمة الاتحادية هي صمام الأمان للعملية السياسية، ولن يُسمح للحلبوسي أو غيره بابتزازها بوسائل رخيصة .. وما هذه الحملة إلا انعكاسٌ لحالة الإفلاس السياسي، وتأكيد على أن العراق لن يُحكم بالابتزاز، بل بثبات مؤسساته الدستورية وصمودها بوجه المتآمرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى