نهاية التاريخ، واغتيال القادة. !!
بقلم // د. محمد ابو النواعير
يأس واحباط شديدين جدا، قد غمراني بكل كياني، منذ انهيار محور المقاومة.
لم افكر بما يفكر فيه (كل) الناس والمحللين.
بل رجعت الى تخصصي الاكاديمي، ووظفته في تحليل الحالة، وخرجت بنتيجة قد تكون غريبة حتى على اهل التخصص، الا وهي:
صحة نظرية فوكوياما في ان الرأسمالية الديمقراطية الغربية (بالطريقة الامريكية) هي التي ستكون المهيمنة على كل الايديولوجيات. !
هنا لم ادرس الموضوع من ناحية النظم السياسية، بل تناولت الموضوع سيسيولوجيا (اجتماعيا)، فاكتشفت، ان مفاهيم الخير والحق، والعدالة، والسعادة، والرفاهية، بشكلها الرأسمالي الديمقراطي الليبرالي (الامريكي)، باتت هي المسيطرة على عقل ووعي اغلب الوجود البشري، فبات اغلبنا (ان لم يكن كلنا)، يرى ان هدفه وغايته الاساسية في وجوده في هذه الحياة، هي تحقيق اعلى قدر من الاشباع والاستحواذ المادي والتقني والتكنولوجي والعمراني. !
وباتت مفاهيم الخير والحق والعدالة، تقاس بمقدار ما يتم تحقيقه من منافع مادية عليا.
وهذا هو جوهر الرأسمالية الديمقراطية الليبرالية (بوجهها الامريكي). !
انتصار نظرية فوكوياما، تحقق بحسب هذا التحليل، في مجال الوعي البشري، وهو اهم نجاح واخطر نجاح، بل يكاد يكون هو المشروع البديل عن مفهوم الخير والسعادة في الاديان السماوية. !
وهنا تكمن ابعاده الخطيرة والعميقة، وليس خطورته في تحول وتغيّر انظمة سياسية او اقتصادية في العالم.
المعنى؟؟
عملية بيع القادة، والخيانات الكبيرة التي باتت تسيطر على عقول حتى من يحملون مشاريع نضالية ودينية كبيرة، من اجل الحصول على امتيازات واموال وخصائص نفعية فردية، كل ذلك يدل على ان المبدأية، والاخلاق الدينية، من اجل غايات سعادة آخروية، باتت تضمحل في اغلب، ان لم يكن كل، الوعي البشري المعاصر وما يليه من عصور.
اللهم إنا نسألك دولة كريمة، تعز بها الاسلام واهله، وتذل بها النفاق واهله.