رسالة من مسلم إلى الإمام المهدي عليه السلام

بقلم //  د. محمد العبادي 

قلت في نفسي ماذا لو قيل لي أو قيل لغيري اكتب رسالة إلى الإمام المهدي المنتظر عليه السلام فإن بابه مفتوح للسائلين ، ماذا سأكتب أو ماذا سأقول فيها؟ هل سأكتب له التماساً، أو أقدم بين يديه احترامي وعواطفي الطافحة، أم أقدم له طاعتي وبذل نفسي فداء له ولنهجه المحمدي الأصيل؟

وتساءلت ما هي هويتي حتى أقدم طلبي بين يديه؟!

سيدنا الإمام الغائب لم أوطن نفسي على طاعة الله، لكني متلهف إليك، وعاطفتي تجرفني شوقاً إليك، وتديني هو تدين عاطفي مستودع، فخذ بيدي ليكون ايماني راسخاً مستقراً أحيا به حياة محمد وآل محمد .

لقد كنت عشيراً مع أهل العصيان دهراً ومع كل ذلك؛ أرجو منك أن تظهر لنا ونكون من أنصارك .

كنت في طيف الهمج الرعاع وأتباع كل ناعق في الإعلام وفي الفضاء المجازي وفي أجزاء الحياة اليومية، حتى نسيت نفسي وآخرتي ثم اطلب منك الآن أن تظهر لنا !

أريد أن كتب رسالتي للإمام عليه السلام لكني أقدم رجلاً وأُخر أخرى، ويقتلني التردد؛ أريد أن أكتب وأقول فيها ما قاله اصحاب الحسين عليه السلام في تلك البقعة المباركة ( كربلاء)، لكني لم أوطن نفسي على لقاء الله، فكيف لي أن أكون صادقاً فيما اقول واكتب ؟! أريد أن أقول له لو طلبت مني أن أنزح ماء البحر كله لعملت ذلك حتى تتهاوى قواي وتنقطع انفاسي، لكن كيف يصح ذلك مني ولم اجد بجسدي على نفسي في طاعة الله ورسوله وآله .

أريد أن أكتب وأقول له ياسيدنا ومولانا: كيف لي أن أكون إنساناً سوياً ومستقيماً على الصراط؟ وكيف لي أن أسأله ذلك، والقرآن يهتف بالعمل الصالح ولم أعمل بما يأمرني به، وكيف لي أن أسأل الإمام عليه السلام، وكتب الحديث الشريف وأبوابها تنادي أين أهل الإيمان والبصيرة والعمل ليأخذوا مني ولو بعض الأحاديث للعمل بها ولم أعمل بمضمونها !! آه آه ياحسرتي على ما فرطت في جنب الله.

يا مولانا ياصاحب الزمان في هذه الرسالة لا أريد أن أكذب عليك، وأريد أن أكون صادقاً مع نفسي، ولو لمرة واحدة ، وأقول : لقد مسنا وأهلنا وأصحابنا ومعارفنا الضر، وحَجَبنا عنك حُجب أعمالنا، وغبنا عنك ولم تغب عنا، وحجبتنا أعمالنا عن النظر إلى كريم وجهك ولم تحجب عنك رؤيتنا، فأفض علينا من بركات وجودك بجودك، وأمطر علينا بشآبيب رحمة دعائك، فإنا بك مستشفعون، ولوصلك مشتاقون ومحتاجون، ونحن إلى الله منقلبون ولرحمته راجون .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى