حكومة برزاني تحت المجهر .. رواتب مسروقة وحريات مسلوبة

كنوز ميديا // تقارير

شهد إقليم كردستان في الأيام الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في عمليات القمع والاعتقالات التعسفية التي استهدفت النشطاء والصحفيين والمحتجين المطالبين بحقوقهم، وذلك على خلفية تأخر صرف الرواتب لأكثر من ستة أشهر، إلى جانب تردي الأوضاع المعيشية. وتواجه حكومة الإقليم، بقيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود برزاني، انتقادات متزايدة بسبب سياساتها التي تُضيّق على الحريات العامة وتنتهك حقوق الإنسان.
وأفاد شهود عيان من قلب الاحتجاجات بأن السلطات استخدمت الاعتقال التعسفي والترهيب لإسكات الأصوات المعارضة، وهو ما وثقته مقاطع فيديو انتشرت على نطاق واسع، تكشف عن هذه الممارسات القمعية.
وفي ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية وتأخر صرف رواتب الموظفين، خرج آلاف العاملين في القطاع الحكومي، وعلى رأسهم المعلمون، في احتجاجات واسعة للمطالبة بحقوقهم المشروعة إلا أن قوات الأمن ردّت بالقوة المفرطة، حيث قامت بتفريق المتظاهرين واعتقال عدد كبير منهم، إلى جانب فرض قيود صارمة على تنظيم التجمعات السلمية، في خطوة تعكس تصعيدًا خطيرًا ضد الحريات المدنية في الإقليم.
وبالحديث عن هذا الملف أكد السياسي الكردي أحمد الهركي أن مواقف حكومة إقليم كردستان ضد المعتصمين في السليمانية وعلى مداخل أربيل تؤدي لتعقيد الأوضاع في الإقليم.
ويقول الهركي : إن “التظاهر حق مشروع وهناك مطالب مجتمعية بسبب أزمة الرواتب المستمرة منذ سنوات، ويجب النظر للمتظاهرين كأخوة بعيداً عن التصريحات والأوصاف والبيانات غير الواقعية والمتشنجة التي تصدر عن المسؤولين في أربيل لأنها تضفي المزيد من التعقيد على الأحداث وتشنج الأمور”، مشدداً على أن “الكوادر التدريسية المعتصمين ليسوا غرباء ولم يأتوا من كوكب آخر وتظاهراتهم سلمية وضمن الأطر القانونية وهناك تعاطف كبير معهم”.
ويضيف أن “ضرورات المرحلة تتطلب الإسراع في تشكيل الحكومة العاشرة لإقليم كردستان والانتهاء من الحكومة الحالية، وما يدور في المنطقة يتطلب ذلك أيضا”، معرباً عن أمله في أن “لا تؤثر الأحداث الحالية على مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة”.

الى ذلك اعلن عضو لجنة اعتصامات معلمي محافظة السليمانية، سامان علي عن اصابة اكثر من 150 متظاهرا اثناء منعهم الدخول الى محافظة اربيل  .
ويقول علي : ان “قوات مسعود البارزاني استخدمت القنابل المسيلة للدموع اثناء محاولة المتظاهرين الدخول الى محافظة اربيل لتنظيم اعتصام، احتجاجا على سرقة رواتب موظفي الاقليم من قبل حكومة الاقليم “.
ويضيف ان” عجلات الاسعاف هرعت الى مكان اقامت المتظاهرين وقامت بنقل المصابين بعد استخدام القوة المفرطة من قبل اسايش الاقليم”، مبينا ان “قوات الاسايش استدعت قوات كبيرة لمنع المتظاهرين من الدخول واستخدام القوة المفرطة ضد متظاهرين لا يملكون سوى القلم لتعبير عن احتجاجاتهم  “.
وفي النهاية يؤكد علي ان” المتظاهرين مازالوا مصرين على إقامة اعتصام مفتوح وسط محافظة اربيل للتعبير عن احتجاجاتهم وردا على سرقة رواتبهم من حكومة الاقليم “.
جدير بالذكر أن لجنة اعتصامات معلمي السليمانية قررت تنظيم تظاهرة أمام مقر الأمم المتحدة، مطالبةً بتدخل دولي لإنهاء أزمة الرواتب، التي تُحمّل مسؤوليتها لحكومة مسعود البارزاني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى