امة وسطاً

بقلم // قاسم الغراوي 

   كاتب وصحفي 

مركز انكيدو للدراسات 

الوسطية ان تقف بوجه الباطل وتنصر الحق، وهذا المفهوم الذي يستقيم مع قوله تعالى(كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر).

 

لقد واجه اتباع ال البيت تحديات كبيرة سواء في ايران او حتى في العراق بعد سقوط نظام البعث .في ايران لازال الحصار قائما والتهديدات بفرض عقوبات مستمرة لمحاولة تضعيفها .

 

وفي العراق لازالت التحديات قائمة ، فقد واجه النظام الديمقراطي الجديد في العراق بعد فرصة تسلم اتباع ال البيت السلطة عقبات وتحديات وقتل وتدمير وتفخيخ لانهاء وجوده ، في الوقت الذي باركت بعض الدول العربية وتركيا الجولاني استلامه السلطة في سوريا وابدت تسهيلات لتثبيت السلطة هناك وهذا يعني مما لايقبل الشك ان هناك استهدافا واضحا لسلطة اتباع ال البيت في ايران والعراق ولبنان واليمن ، وتدمير سوريا لتسليمها الى شخص اوغل في قتل اتباع ال البيت في العراق .

 

واجه اتباع ال البيت تحديات كبيرة وهم خارج السلطة مثل ؛ التهميش السياسي ، وانتهاك الحقوق المدنية ، والتحريض الطائفي ، والهجرة والاضطهاد ، واما داخل السلطة بعد التغيير فان السياسيين من اتباع ال البيت واجهوا تحديات في محاولتهم لبناء الدولة وابرزها ؛التحديات الامنية ، والتحديات الاقتصادية ،والتدخلات الخارجية، والهجمات الاعلامية ، والعقوبات الاقتصادية ، والترهيب لمحاولة تضعيف تلك المحاولات في بناء دولة وتثبيت اركانها .

 

ومع هذا كان خطابهم وطنياً جامعاً ،معززين الشراكات في السلطة دون تهميش مع القوى الوطنية الاخرى الممثلة لجميع المكونات وسعى اصحاب القرار الى تطوير المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية وعززت من الاعلام الرصين رغم وجود بعض الابواق التي تحاول الاساءة لاتباع ال البيت كما عملت على تعزيز الامن المجتمعي وقادت دبلوماسية منتجة في العلاقات الاقليمية والدولية للحفاظ على استقرار وسيادة العراق .

 

في ظل المتغيرات الجيوسياسية الاخيرة ، بما في ذلك انهيار النظام السوري ماهي التحديات التي تواجه سلطة السياسية اتباع ال البيت في ايران والعراق وكيف يكون شكل الافاق المستقبلية والمنطقة تشهد صراعاً وتحولات اقليمية ؟

 

اثبتت ايران انها تحافظ على هويتها وتدافع عنها وستتبنى استراتيجية جديدة مابين القوة العسكرية والقوة الناعمة تبعا لتلك المتغيرات الا انها لاتساوم على حقوقها المشروعة بل ولاتثق بالادارة الامريكية برئاسة ترامب لكونه الغى الاتفافية النووية وعاد ليتبجح بتشديد العقوبات عليها مالم تخضع للشروط الامريكية. ربما ترامب يرسل رسائل ايجابية لايران لكن دولته العميقة تعمل على العكس وهذا لايغير من مواقف ايران رغم تعاقب الادارات الامريكية لذا فهي متاهبة لاي طاريء.

 

في العراق هناك تحديات داخلية تتناغم مع التغيير في سوريا بل وتؤيده مادام يتطابق مع المصالح الشخصية والحزبية و(العقائدية ) مع وجود شخصيات وخلايا ارهابية وفكر تكفيري يجوز قتل اتباع ال البيت مما ينعكس سلباً على الامن ويهدد الوضع المجتمعي في العراق .

 

في الشان الاقليمي فان سياسة الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا غير واضحة المعالم والوضع الداخلي لازال غامضا مع وجود التيارات المتشددة وإيديولوجيات متعددة لذا فان الحكومة العراقية تنظر حتى يتبين الخيط الاسود من الابيض .

 

اما التحدي الخارجي الدولي فهناك ضغوطا امريكية تجاه العراق بايقاف استيراد الغاز من ايران وهذا تحديا اخر يواجهه العراق وهناك مشروعاً لاستهداف شخصيات عراقية ( مقصودة) بوضعها على لائحة الارهاب .

 

في ظل هذه التحديات يتردد البعض في عصرنا الراهن،في بيان موقفه بحجة انه لم ينصر الباطل لكنه في الواقع يخذل الحق لانه لم يدافع عنه وكما قال الامام علي عليه السلام : ( انكم لم تنصروا الباطل لكنكم خذلتم الحق).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى