قراءة في كتاب” حكايتي مع الإمام المهدي”
الورقة الأولی
بقلم // د.أمل الأسدي
طالعت مؤخرا كتابا عنوانه “حكايتي مع الإمام المهدي” الكتاب صادر عن مركز بناء الثقافي 2023، ذُكر في مقدمة المركز أن المؤلف طلب منهم عدم الكشف عن اسمه لأسباب خاصة به، لهذا فإن الاسم المثبت علی الغلاف كمؤلف وهو” حسين منصور” لاعلاقة له بالمؤلف الحقيقي، وهذا الأمر استفزني ودعاني لقراءة الكتاب، ثم قرأت في مقدمة المؤلف عبارةً يتوسل بها المؤلف القارئ لإكمال قراءة رحلته مع الإمام المهدي، وكان هذا الأمر محفِّزا مستفزا لإتمام القراءة!
يبدأ المؤلف عرض حكايته بسرد ما كان يسمعه عن الإمام المهدي في طفولته، وهي المنطلقات الأولی التي حركت مخيلته لترسم صورةً عن الإمام المهدي أو لتكوّن تصورا عنه، ويصف المؤلف تلك المرحلة بأنها ربطت وجود الإمام المهدي لديه بالخيال والأسطرة والقصص الخارقة، فهو لديه الرجل الذي يظهر فجأة وفي ذروة الأزمة، ليخلّص شخصا أو جمعا من الناس
من أزمة معينة، أو حادثٍ معين، لهذا كان يبحث عنه في الصحاري والطرق الشاسعة والأنهار والجسور؛ لأنه تعرّف عليه عن طريق مخيال والدته وخالته ووالده بنسبة أقل! تعرّف عليه عن طريق الحكايات المشوقة التي يحيط بها الغموض أحيانا!
وما ان وصل المؤلف إلی مرحلة القراءة وارتياد المكتبات وتحديدا مكتبة الحضرة الكاظمية، وبدأ يقرأ ويتصفح المصادر، وجد أنه صار لزاما عليه ترك الصورة التي رسمها مخياله عن الإمام ، فالإمام المهدي عقيدة كبيرة وليس قصةً خيالية شعبية، ولابد أن يحذف ثقافة الطفولة ودورها في تشكيل صورة الإمام لديه.
ومع تقدم العمر وصل المؤلف الی أجواء اجتماعية منفتحة، حوارات وجامعات ومجالس ثقافية، وهو في الإطار مازال يحمل قضية الإمام المهدي في داخله، ذلك المولود الذي جاء في بيت الإمام الحسن العسكري في ظروف صعبة سياسيا واجتماعيا، وكانت السلطة العباسية تفعل ما فعله فرعون من قبل، فكانوا يبحثون عن هذا الوليد الجديد للفتك به، لهذا كان منزل الإمام معرضا للمداهمة والتفتيش برفقة نسوة يمتلكن الخبرة في الكشف عن الحمل، بحثا عن الوليد الذي قد يصل، الوليد الذي تخافه السلطة!
يقول المؤلف: إنه كان يحاور المشككين والمخالفين ليستفيد من أسئلتهم في فتح أبواب جديدة للبحث والتقصي، فهو لايسلّم للروايات كما هي؛ بل كان يخضعها لنوعٍ من المحاكمة العلمية، وفي الوقت ذاته لم تشغله قضية غيبة الإمام والزمن فقد نام أهل الكهف ثلاثمائةسنة، إنما يشغله البحث عن جدوی الغياب، والبحث عما يمنع الإمام من الظهور!
🔴 للحديث بقية