وساطة غير مجدية..!

بقلم // علي جاسب الموسوي 

 

في خضم التوترات الدولية المتصاعدة .. يبرز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كلاعب رئيسي يسعى لتعزيز مكانة بلاده على الساحة العالمية ..

مؤخراً ، وافق بوتين على طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتوسط في مفاوضات مباشرة مع كبار المسؤولين الإيرانيين بشأن البرنامج النووي الإيراني .. وفقاً لتقارير إعلامية.

هذه الخطوة تأتي في سياق محاولات موسكو لترسيخ دورها كوسيط دولي قادر على حل النزاعات المعقدة .. ومع ذلك، فإن نجاح هذه الوساطة يواجه تحديات جيوسياسية واستراتيجية تجعل احتمالات تحقيق نتائج ملموسة ضئيلة.

إيران، التي تحملت عقوداً من العقوبات والضغوط الدولية، تدرك أن الولايات المتحدة لا تسعى بالضرورة إلى تسوية بقدر ما تمارس سياسة الضغط المستمر لتحقيق أهدافها الاستراتيجية ..

إدارة ترامب، بإعادة تفعيل حملة ( الضغط الأقصى) بهدف خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر لمنعها من تطوير أسلحة نووية، تُظهر نية واضحة في استنزاف إيران اقتصادياً وجيوسياسياً، رغم نفي طهران المستمر لسعيها لامتلاك مثل هذه الأسلحة.

من جانبها، تسعى روسيا إلى تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط من خلال هذه الوساطة، خاصة بعد تعزيز علاقاتها مع إيران منذ بداية الحرب في أوكرانيا وتوقيع اتفاقية تعاون استراتيجي بين البلدين في يناير الماضي ..

ومع ذلك، فإن قدرة موسكو على فرض حلول دبلوماسية فعالة تظل محدودة، نظرا لتعقيدات المشهد السياسي الدولي وتضارب المصالح بين الأطراف المعنية.

في المحصلة، تبدو هذه الوساطة محكومة بالفشل في ظل استمرار السياسات الأمريكية التصعيدية والثبات الإيراني على مواقفه ..

أما موسكو، فرغم تسجيلها لنقاط دبلوماسية .. إلا أنها قد لا تتمكن من تغيير المعادلة الراهنة في الصراع المستمر بين الجمهورية الإسلامية والإدارة الأمريكية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى