سلسلة مقالات عالم متعدد الاقطاب 

الخلاف الاوروبي- الامريكي  ومصير القطبية الدولية

كنوز ميديا / متابعة 

  احمد المياحي

1- تتمثل إحدى النقاط التي أثارها العديد من المحللين والخبراء في مجال السياسة الدولية منذ الأيام الأولى بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2024، هي الزيادة الوشيكة في الفجوات في العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة.

وهي قضية سارع ترامب إلى اتخاذ خطوات ملموسة بشأنها، ونراه يتحدث عن فرض تعريفة جمركية على البضائع الأوروبية المصدرة إلى الولايات المتحدة.

2- أن الخسائر السنوية تقدر بمليارات اليورو للفاعلين الاقتصاديين والتجاريين الأوروبيين.

وفي هذا الصدد، حذرت صحيفة وول ستريت جورنال أيضا من أن الوضع لن ينتهي عند هذا الحد وأن ممارسات ترامب التجارية الحمقاء قد تؤدي إلى ردود فعل انتقامية من الدول الأوروبية.

وسوف يؤدي هذا في نهاية المطاف إلى تحميل واشنطن تكاليف باهظة.

فيما يتعلق بقضية الحرب في أوكرانيا، فإن إدارة ترامب في واقع الأمر تسلك مسارا لن يؤدي في نهاية المطاف إلى أي نتيجة أخرى سوى تقويض مصالح وأمن الدول الأوروبية.

3- أن ترامب وفريقه للسياسة الخارجية يتشاورون مع روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا من دون وجود الجانب الأوكراني، وبطبيعة الحال، كما أكد ترامب، يجب على أوكرانيا أيضا تسليم السيطرة على جزء كبير من مواردها المعدنية الغنية للولايات المتحدة.

ووصف ترامب هذه الخطوة بأنها شكل من أشكال سداد ديون أوكرانيا للولايات المتحدة.

وفي هذا الصدد، فإن القضية الرئيسية هي أن هزيمة أوكرانيا في الحرب تحمل في الواقع إشارات سلبية خطيرة بالنسبة للدول الأوروبية الأخرى ومنافستها مع روسيا.

هناك معادلة من المهم جدًا الانتباه إليها وهي:

أولا: اعتراف منظر العلاقات الدولية جون ميرشايمر، أن وجود ترامب في البيت الأبيض من شأنه أن يسرع من تراجع القوة المهيمنة الأميركية ويجعل موقف البلاد في البيئة الدولية أكثر عزلة من أي وقت مضى.

ومع اتساع الخلافات بين أوروبا وأميركا، أصبحنا نشهد هذا الواقع بشكل مباشر.

والأمر سيصبح أكثر موضوعية مع مرور الوقت.

ولذلك فإن الوضع الأميركي بحد ذاته يوفر فرصاً مواتية لقوى اقليمية أخرى، مثل إيران، للاستفادة الكاملة من الثغرات التي يخلقها ترامب في الموقف الدولي للولايات المتحدة وبلاده، من خلال تبني سياسة نشطة، والحفاظ على مصالحها، وتخفيض تكاليف الضغوط التي تفرضها واشنطن قدر الإمكان.

 

ثانياً: استناداً إلى ممارسات وسياسات ترامب المدمرة، وخاصة في ما يتصل بالأوروبيين، أصبح من الواضح مدى التدمير والتحدي الذي يمكن أن يشكله.

لقد كانت أوروبا بأكملها ودول مثل أوكرانيا من حلفاء واشنطن المقربين، ولكن العالم يرى بنفسه كيف يعامل رجال الدولة الأميركيون حلفائهم.

 

إن أحد المواضيع التي تناولها المنظر في العلاقات الدولية ريتشارد هاس صاحب كتاب( عالم في حالة من الفوضى)، والرئيس السابق لمجلس العلاقات الخارجية، هو أن التجربة التاريخية تثبت أن كونك صديقا لأميركا أسوأ من كونك عدوا لهذا البلد، وأن تكاليف العداء لأميركا أقل بكثير.

إن وضع هذه المعادلة أمام أعين العالم يشكل ضربة قوية لمصداقية الأميركيين في البيئة الدولية.


 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى