مصطفى الكاظمي: رئيس وزراء الوعود الوهمية والفساد الممنهج..!
بقلم // نزار الحبيب
مصطفى الكاظمي، الذي تولى منصب رئيس وزراء العراق في واحدة من أكثر الفترات حساسية في تاريخ البلاد، جاء بطريقة مشبوهة لم تخفَ على الكثيرين. اعتمد على أكاذيب ومعلومات مزورة وبدعم من جهات داخلية وخارجية كان هدفها تنفيذ أجندات بعيدة كل البعد عن مصالح العراق وشعبه.
تم تنصيبه من قبل أطراف لا تجيد أبجديات السياسة، بل كانت تبحث عن أدوات لتحقيق مكاسبها الخاصة.
فترة حكم الكاظمي لم تكن مجرد فشل عابر، بل حقبة مظلمة في تاريخ العراق الحديث. شهدت تلك الفترة تراجعًا كبيرًا في هيبة الدولة العراقية ومكانتها الإقليمية، حيث تم إذلال العراق عبر اتفاقات سرية وخطوات سياسية كانت تهدف بوضوح إلى تفكيك الدولة وإضعافها.
كانت تلك المرحلة أشبه بانقلاب سياسي ناعم نفذ بأيدٍ محلية لكنها مدعومة بتوجيه خارجي واضح.
أما الكاظمي نفسه، فهو نموذج لشخص بلا مؤهلات حقيقية، رجل بلا شهادة دراسية معترف بها، خرج يتحدث عن الإعمار والتطوير وبناء الجسور وهو لا يعرف ويفرق بين وحدة القياسات ( المليمتر ، السنتيمتر ، والكيلومتر ) بينما الواقع يكشف أنه لم يقدم سوى الوعود الكاذبة والإنجازات الوهمية.
لا يمكن لمن يتعثر في نطق 28 حرفًا من اللغة العربية أن يدعي القدرة على قيادة بلد معقد كالعراق، ومع ذلك أطلّ علينا بعبارات متلعثمة يحاول فيها تغطية الكوارث التي وقعت في عهده.
أبرز “إنجازاته” تمثلت في فضائح فساد كبرى، لعل أشهرها ما عُرف بـ”سرقة القرن”،
وهي سرقة أموال الشعب العراقي على مرأى ومسمع الجميع دون أن يُحاسب أحد.
لم يكتفِ بذلك، بل أحاط نفسه بمجموعة من عديمي الكفاءة، ممن يُطلق عليهم “بلنطيحة ومتردية”، وجعلهم مستشارين في مواقع حساسة، مما زاد من عمق الكارثة.
إن الكاظمي لم يكن مجرد رئيس وزراء ضعيف، بل كان جزءًا من مشروع أوسع هدفه تدمير ما تبقى من الدولة العراقية.
لقد تفنن في بيع الأكاذيب للشعب، مُسوّقًا الهواء في أكياس نايلون كإنجازات. كان خبيرًا في التلاعب بالكلمات وفي صناعة الوهم، لكنه كان خاليًا تمامًا من أي رؤية حقيقية أو خطة لإنقاذ البلاد.
في النهاية، ما تركه الكاظمي هو إرث من الفشل والفساد، ومرحلة سيتذكرها العراقيون كواحدة من أسوأ فصول الحكم في تاريخهم.
لقد أضاع الفرص، وعمّق الأزمات، وترك العراق وشعبه غارقين في دوامة من المشاكل التي سيستغرق حلها سنوات طويلة.